تمكنت، أول أمس، مصالح الشرطة الجهوية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات بتلمسان من حجز كمية معتبرة من الأقراص المهلوسة، مقدرة بـ5 آلاف قرص مهلوس من نوع "إكستازي" على شكل حبات ديمينو، كانت مخبأة بإحكام داخل الصندوق الخلفي لسيارة من نوع "مرسيدس".
وأسفرت ذات العملية النوعية على توقيف صاحب المركبة، العملية الأمنية لعناصر الشرطة، جاءت إثر ورود معلومات تفيد بوجود تحركات مشبوهة لعناصر شبكة إجرامية تنشط عبر الشريط الحدودي وتحديدا بين المحور الرابط بين منطقة سواني مرورا بباب العسة، وانتهاء بالشريط الحدودي، أين تم وضع كمين محكم أفضى إلى توقيف المتهم وحجز هذه الأقراص المهلوسة، التي كشفت بشأنها التحقيقات الأولية أن مصدرها الأول المملكة المغربية، كما أفضت ذات التحقيقات إلى الوصول لمعلومات، تفيد بأن المهربين يعملون على مقايضة البنزين والوقود المهرب من الجزائر بالأقراص المهلوسة، مما يعني أن السموم المغربية التي تقايض مقابل خيرات الجزائر من الثروات الطبيعية، امتدت هذه المرة لتشمل أيضا الأقراص المهلوسة والتي كانت إلى وقت قريب، إحدى أهم الأوراق التي تستعملها السلطات المغربية كلما حاولت الضغط على الجزائر من خلال اتهام الجزائر بتصدير الأقراص المهلوسة للشباب المغربي، وهي الفرضية التي سرعان ما أسقطتها الضربات المتتالية لعناصر الأمن وشرطة الحدود من خلال الكميات المحجوزة من هذه الأقراص المهلوسة التي يتم مقايضتها بالمازوت والوقود المهرب من التراب الجزائري .
وحسب ما كشفت عنه مصادر أمنية، فإن التوجهات الأخيرة لمافيا التهريب بالشريط الحدودي باعتمادها على تمرير الأقراص المهلوسة إلى التراب الجزائري، يأتي بعد الحصار الأمني المضروب على مختلف المنافذ، مما أصبح يشكل عائقا أمام الخطط الإجرامية المنتهجة من قبل المهربين، الأمر الذي جعلهم يفكرون في تهريب سلع خفيفة الوزن وصغيرة الحجم يمكن تهريبها بسهولة والإفلات أيضا من قبضة عناصر الأمن في مراكز المراقبة المنتشرة بمختلف الطرق الوطنية والولائية، كما أن تجارة الأقراص المهلوسة خاصة "الإكستازي"، أصبحت تدر أموالا طائلة على أصحابها، بعد ما وجد المهربون التربة الخصبة للاتجار بمثل هذه الأنواع من السموم التي تجد مكانا لها، خاصة بالملاهي والكباريهات بمختلف مناطق الوطن، حيث يكثر الطلب عليها من قبل متعاطيي المخدرات، وتعمل حاليا مديرية الأمن الولائي بتلمسان على وضع خطط أمنية ردعية ورقابية من جهة وأخرى تحسيسية، خاصة بالمؤسسات التربوية والتكوينية والمؤسسات الجامعية لتحسيس الشباب بمدى خطورة تعاطي مثل هذه الأنواع الفتاكة من السموم المغربية.