أنهى وزراء الخارجية والري، في السودان، ومصر، وإثيوبيا، مساء الأحد، اجتماعا مغلقا في الخرطوم حول سد النهضة، على أن يستأنف بالاثنين، بينما كشف وزير الخارجية الإثيوبي عن تقديم الرئيس السوداني مقترحات لتسوية الخلافات الناشبة بين الدول الثلاث.
وقال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، في تصريحات للصحفيين، إن "اجتماع دول مصر والسودان وإثيوبيا، حول مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، انتهى اليوم، على أن يتم استئنافه الاثنين".واصفا المباحثات بأنها "جيدة وجرت بروح طيبة".
وأشار إلى أن الاجتماع تناول " قضايا متعلقة بالشركات الاستشارية، والتأكيد على وضع النقاط على الحروف فيما يتصل بإعلان المبادئ الذي وقعه زعماء الدول الثلاث في مارس الماضي".
وأضاف "كل القضايا التي ناقشناها ، اتفقنا حولها، وتبقت قضايا سنناقشها لاحقا واستطيع أن أؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح"
ووقعت مصر والسودان وأثيوبيا في مارس الماضي، وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في الخرطوم، وتعني ضمنيًا الموافقة على استكمال إجراءات بناء السد مع إقامة دراسات فنية لحماية الحصص المائية من نهر النيل للدول الثلاث التي يمر بها.
البشير يقدم نصائح
وعقد الرئيس السوداني عمر البشير، الأحد، اجتماعين منفصلين بوزيري خارجية كل من مصر واثيوبيا لبحث العلاقات الثنائية ملف سد النهضة.
وقال وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم أن البشير قدم بعض النصائح والمقترحات للاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث، بما يمكن من الوصول إلى النتائج المطلوبة. وأوضح إنه أطلع البشير على مسارات المحادثات بين الدول الثلاث، ولاسيما أن هذه هي الجولة الثانية خلال هذا الشهر.
وأفاد أدهانوم أن الاجتماع بحث أيضا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين السودان وإثيوبيا على الصعيديْن الإقليمي والعلاقات الثنائية.
وأشار إلى أن الرئيس البشير طرح بعض النصائح والمقترحات للوزراء بالدول الثلاث، تتعلق بسير المحادثات وكيفية الوصول إلى النتائج المرجوة في الموضوعات المطروحة للنقاش، معبراً عن تقديره لمساهمة البشير في إحداث التوافق بين الدول الثلاث.
وثمَّن دور السودان في دفع المحادثات بين الدول الثلاث، للوصول إلى توافق في ملف السد.
وفي 22 سبتمبر 2014، أوصت لجان خبراء محلية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، بإجراء دراستين إضافيتين حول سد النهضة، الأولى حول مدى تأثر الحصة المائية المتدفقة لمصر والسودان بإنشاء السد، والثانية تتناول التأثيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية المتوقعة على مصر والسودان جراء إنشاء السد.
واجتمع البشير أيضا الى وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي نقل اليه رساله شفهية من نظيره عبد الفتاح السيسي
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن السيسي أكد في رسالته التزام مصر بالتعاون مع السودان لتحقيق المصالح المشتركة، بما يرتقي إلى تطلعات الشعبين ، ويمكِّن الدولتين من مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة.
ونقل شكري الى الرئيس السوداني تطورات المحادثات السداسية الخاصة بسد النهضة، مؤكداً أهمية ومحورية اتفاق إعلان المبادئ الثلاثي كأساس لتعزيز بناء الثقة وتحقيق المكاسب المشتركة لكل من مصر وإثيوبيا والسودان وعدم الإضرار بأي طرف.
وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة، سيمثل نفعًا في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.
وقال ابراهيم غندور للصحفيين عقب لقاء وزراء الخارجية والري المصري والاثيوبي بالرئيس ان البشير بحث مع وزراء البلدين العلاقات الثنائية ومجريات الحوار الذي يجري بين البلدان الثلاثة حول سد النهضة.
واوضح أن البشير لفت الى اعلان المبادئ الموقع بين قادة الدول الثلاثة، والمتضمن اهمية ان تمضي الدول الثلاثة في تشكيل لجنة عليا للنظر في قضايا التنمية والعلاقات الاقتصادية والشعبية والامنية.
وقال غندور ان الوزراء اكدوا التزامهم بتوجهات القيادة في البلدان الثلاثة للمضي في استكمال الاتفاق، و ان اختيارهم للخرطوم جاء بعناية باعتبار ان السودان ظل على الدوام يلعب دورا محوريا في هذه القضية.