ارتدى أكثر من 130 شابا ليبيا زيا عسكريا، يتضمن القناع الذي يكشف فقط عن العينين، ويغطي كامل الوجه باللون الأسود، يعملون كرجال شرطة متطوعين في مدينة زوترة شرقي ليبيا.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن هؤلاء الشباب جزء من وحدة مكافحة الجريمة المنظمة، ويعملون لإعادة القانون والنظام إلى ليبيا، بعدما سيطرت عليها حالة من الفوضى منذ الحرب الأهلية بعد مقتل الرئيس السابق، معمر القذافي، في عام 2011.
وبحسب الصحيفة البريطانية، يقول أحد أعضاء المجموعة: «غير مسموح لنا العمل دون ارتداء هذا الزي بما فيه القناع، في البداية كنا نرتديه لإخفاء هويتنا لسلامتنا، خاصة أن عائلاتنا لا تعرف أننا أعضاء بهذه المجموعة، لكن الآن وبعد ثلاث سنوات أصبح معظمنا معروف في المدينة».
وتوضح «الجارديان» أن الصراع بين الميليشيات المتناحرة في ليبيا ترك البلاد منقسمة بشكل كبير، تحت حكم الجماعات الإرهابية والقومية والعصابات المسلحة، وترك أيضا فراغا أمنيا دون وجود شرطة أو جيش يمكن الاعتماد عليه للحماية، وقد تكاتف مواطني مدينة زوارة في محاولة لاستعادة الأمن.
وتضيف الصحيفة أن المجموعة معروفة باسم الرجال الملثمون أو القوة الملثمة، وتشمل متطوعين أيضا من الأطباء والمهندسين ورجال الشرطة السابقين، لكن ينقصهم الخبرة القتالية والميدانية، بحسب تأكيدات أعضائها، الذين يرغبون في استعادة الاستقرار لبلادهم.
وتؤكد «الجارديان» أنه رغم ارتدائهم الأقنعة في البداية لإخفاء هويتهم خوفا من هجمات انتقامية، أصبحوا الآن يواجهون الجريمة بشكل علني، ما ساعدهم في خفض عمليات السطو المسلح وتجارة المخدرات في المدينة.
وتضيف الصحيفة أن أكبر مشكلة تواجه المدينة الساحلية هي تهريب المخدرات والكحوب والوقود، كما يؤكد العديد أن المجموعة حققت إنجازا كبيرا بشأن التجارة والمتاجرين بالبشر، وهي المشكلة المتزايدة منذ ظهور أزمة اللاجئين والمهاجرين الراغبين في الذهاب إلى أوروبا من خلال البحر المتوسط، حيث اعتقلت مؤخرا نحو 25 شخصا على الأقل من المهربين.
وتشير «الجارديان» إلى أن المجموعة تواجه بعض الانتقادات أيضا، فيشعر بعض السكان بعدم الارتياح لأنها تعمل دون تصاريح رسمية، وغير مدربة، لكن هناك عدد كبير من سكان المدينة يدعمون جهودها في استعادة الأمن، وظهرت شعبيتها الكبيرة بعد تنظيم مسيرة سلمية من قبل السكان في أكتوبر الماضي، تأكيدا لدعم جهود المجموعة.
وتلفت الصحيفة إلى أنه في أغسطس الماضي ألقت المجموعة القبض على بعض المهربين المسؤولين عن غرق 300 شخص على الأقل، ومنذ ذلك الوقت وضعوا خطة للتعامل مع المهربين، لكنهم أكدوا أنها تحتاج لمزيد من الدعم.