أحيت الانتخابات التي شهدتها جمهورية إفريقيا الوسطى مؤخرا؛ الآمال في إنهاء العنف الطائفي وجلب الاستقرار إلى البلاد، واعتبر مراقبون أن الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد الخميس الماضي، هي الحل الوحيد لإنهاء الصراع الدموي بين المسلمين والمسيحيين.
ورغم توقع النتائج الأولية للانتخابات، إلا أن النتيجة النهائية يمكن أن تستغرق فترة قد تصل إلى 15 يوما لإعلانها بشكل رسمي.
ورغم نجاح مرحلة التصويت السلمي في الانتخابات بإفريقيا الوسطى وعدم وجود عنف حتى الآن، إلا أن العقبات التي تسببت في تأخر التصويت في عدد من مراكز الاقتراع معجزة حقيقية.
المعجزة التي يتحدث عنها المجتمع الدولي في إفريقيا الوسطى هي إجراء انتخابات في دولة تشهد حرب حقيقية، فضلا عن المخاوف التي لاحقت قوات حفظ السلام الموجودة في إفريقيا الوسطى، فمنذ أقل من شهر كانت قوات حفظ السلام تفض الاشتباكات وتقضي على العنف في البلاد وقبل أيام كانت تؤمن الانتخابات، التي شارك فيها 90% يؤيدين الدستور الجديد، والذي يسمح لرئيس الدولة البقاء في سلطتة فترتين رئاسيتين فقط، مما يؤكد رغبة الشعب الحقيقية في القضاء على العنف الطائفي وفتح صفحة جديدة من السلام والديمقراطية بالبلاد .
العنف الطائفي
عصف العنف الطائفي بدولة إفريقيا الوسطى، البلد ذات الأغلبية المسيحية، من خلال العنف الدموي الذي اندلع منذ تحالف متمردي سيليكا، للإطاحه بالرئيس السابق فرانسوا بوزيز في 2013 واستطاعوا الانقلاب عليه في مارس، ووضعوا في السلطة عوضاً عنه الزعيم ميشيل جوتوديا، وعلى الرغم من أن جوتوديا قام بحل جماعة سيليكا التي وضعته على سدة الحكم، ثم استقال في يناير 2014 ، إلا أن الهجمات استمرت بين المسلمين والمسيحيين.
ومنذ يناير عام 2014،قادت الحكومة الانتقالية البلاد في ظل الرئيس المؤقت، كاثرين سامبا بانزا، التي حاولت قمع الفتنة ورضخت لأوامر الدستور الجديد الذي نهى عن مشاركة أي عضو من الحكومة المؤقتة في الانتخابات، واكتفت بتشجيع المرحلة القادمة، والتي يأمل المجتمع الدولي فيها بتحقيق حياة مستقرة وانتهاء تام للخلافات بين شعب إفريقيا الوسطى.