رفضت ممثلون للنازحين واللاجئين بدارفور، خلال مؤتمر "سري" عقد بنيالا، تجفيف معسكرات النزوح واللجوء، إنفاذا لبرنامج العودة الطوعية الحكومي، واعتبروا العودة إلى قراهم وبلداتهم الأصلية قبل تطبيع الحياة وبسط الأمن بمثابة "الإنتحار والتهلكة".
وقال نائب رئيس هيئة النازحين واللاجئين آدم عبد الله إن 167 من القيادات الأهلية للنازحين واللاجئين من جميع مخيمات ولايات دارفور الخمس، عقدوا مؤتمرا الأسبوع الماضي بمعسكر "كلما"، 15 كلم شرقي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ناقشوا خلاله ما أسموه "دعاية حكومية" حول عودة النازحين وتفريغ المعسكرات عبر ثلاثة خيارات.
وأكد عبد الله لـ "سودان تربيون" أن الرأي استقر عندهم على عدم العودة "في هذه الظروف الأمنية الحرجة" رغم رغبتهم الأكيدة في مغادرة المخيمات لاحقا بعد استتباب الأمن في قراهم.
لفت إلى أن المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام تم بعناية فائقة وتمكن قادة النازحين من الحضور والمغادرة بشكل سري لضمان سلامتهم وعدم تعرضهم لملاحقة الأجهزة الحكومية.
وأضاف عبد الله "أن المؤتمر أمّن على أن الإنصياع لبرنامج العودة الطوعية في ظل الظروف الأمنية المتدهورة في جميع المناطق يعرض حياة المواطنين للخطر".
وأشار الى أن المليشيات المسلحة المدعومة من الحكومة ما زالت تسيطر على قرى النازحين ومزارعهم بشكل تام، موضحا أن المليشيات المسلحة صرحت علانية أنها تقف ضد عودة المزارعين، لأن مزاولتهم الزراعة يهدد مراعي الماشية.
وكان نائب رئيس حسبو عبد الرحمن قد قال خلال زيارته جنوب دارفور منتصف ديسمبر الماضي، أن العام 2016 سيكون حاسما لتجفيف معسكرات النزوح بالإقليم خاصة بعد الخطط الذي تم أعدادها لتفريغها نهائيا من النازحين، والتزم حينها بتوفير كافة المعينات اللازمة لعودة النازحين الى مناطقهم الأصلية.
وأعرب نائب رئيس هيئة النازحين واللاجئين رغبة النازحين الأكيدة في العودة الى ديارهم بما يحفظ كرامتهم الإنسانية، بيد أنه أفاد بأنهم مجبرين على البقاء في المخيمات الى حين تتشكل قناعتهم بتوفر الأمن في قراهم وإبعاد الرعاة المسلحين الذين سيطروا على بلدات ومزارع النازحين.
وأكد أهمية توفير كافة متطلبات الحياة الضرورية من مصادر المياه والصحة والتعليم، مضيفا أن النازحين ليسوا في حاجة الى إقناعهم متى ما توفرت الظروف الملائمة للعودة الطوعية لأنهم "يقفون على جمرة حارقة".
سودان تريبون