نشر موقع إثيوميديا الإثيوبي تقريرا، حول سد النهضة وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من تنفيذ المشروع، مستشهدا بتصريح صدر عن الأخير قال فيه: أنا أفهم تماما القلق الذي يعتري المصريين بسبب قضية الماء؛ لأنه يعتبر مسألة حياة أو موت، لكننا نتفق بالفعل مع إخواننا الاثيوبيين في أنهم يريدون أن يعيشوا كما نريد أن نعيش نحن.
وتساءل الموقع في تقريره، عن حقيقة موقف الرئيس المصري من مشروع سد الآلفية، لا سيما وأنه في الجملة السابقة اعترف بحق الإثيوبيين في أن يعيشوا مثل المصريين، لكنه في نفس الوقت يؤكد أن قضية المياه مسألة حياة أوموت.
وتابع إثيوميديا: عندما يتحدث الجنرالات عن الحياة والموت حتى في الدعاوي المدنية، فإنهم بذلك يكونوا متحيزين لطريق الحرب، فعندما تخرج هذه التصريحات من الجنرالات لابد أن تؤخذ على محمل الجد لأنهم غالبا لا يتكلمون عن مخططاتهم الحقيقة.
وأضاف الموقع، أن تصريحات السيسي بخصوص السد الإثيوبي تبدو غير متناسقة، خاصة وأنه يتحدث عن ضمانه لحق المصريين في المياه، مشيرا إلى أنه ربما يكون الضمان للمصريين ثورة الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيغري المشتعلة في إثيوبيا.
وبحسب الموقع الإثيوبي، يقول السيسى إنه يعرف ماذا يفعل الآن وفي المستقبل، لذا ينبغي ألا يقلق الشعب المصري، مضيفا أن تعليقات السيسي تدفعنا للتحقق من نواياه والقدرات الاستراتيجية، مؤكدا أنه يتبع سياسة حافة الهاوية العسكرية.
وتطرق إثيوميديا في تقريره، إلى تفنيد تصريحات السيسي، قائلا: لا نتفق مع الرئيس السيسى حيال مجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان، فقد قمع شعبه وعمل عكس مباديء ثورة 25 يناير، ومن ناحية أخرى، كان السيسي صديق إثيوبيا عند الحاجة فقط، ويجب أن يقدم المزيد من المصداقية.
ويستكمل الموقع تقريره، عندما سمع السيسى لأول مرة عن قطع رأس 30 مهاجرا إثيوبيا من الشباب في ليبيا أبريل 2015 على أيدي داعش، خرج على الفور وأعرب عن تعازيه نيابة عن الشعب المصري الذي كان يتألم لذبح الإثيوبيين الأبرياء في ليبيا.
ويؤكد الموقع، أنه لا يعتقد أن السيسى يرغب في إلحاق الضرر بالشعب الإثيوبي، كما أنه لا يريد الحرب معها، مضيفا أنه يبذل قصارى جهده لإيجاد حلول دبلوماسية وتقنية لمشاكل لا تعد ولا تحصى من المتوقع حدوثها بعد بناء سد النهضة.
وأوضح إثيوميديا، أنه حال حان وقت الحسم، فلن يكون أمام السيسى سوى خيار اللجوء إلى الوسائل العسكرية لضمان أن سد النهضة لن يضر أو يهدد الزراعة المصرية، مضيفا أن إنتاج الطاقة الكهرومائية واستصلاح الأراضي الحالية لأغراض الزراعة في المستقبل لمواجهة تزايد عدد السكان المصريين.
وتساءل الموقع، هل يقرر السيسى حرب أو عمل عسكري لحماية مياه مصر التي تحصل عليها من النيل الأزرق، وهل يمتلك القوة العسكرية التي تخوله لتنفيذ ذلك؟، أم أنه في المستقبل القريب سيكون لديه القدرة العسكرية التي تحمي تدفق حصته من مياه النيل؟.
ويشير إثيوميديا، إلى أنه بخلاف السبيل العسكري، أمام السيسي خيار دبلوماسي لحل الأزمة، مؤكدا أنه من الواضح من مواقف السيسي وقادة الجيش أن لديهم قرار لا رجعة فيه أن سد النهضة يشكل تهديداً وجوديا على مصر، وأن الحل الوحيد للتعامل مع التهديد هو الخيار العسكري.
ويضيف الموقع، أن هذا الموقف لا ينفرد به السيسي، بل الخيار العسكري دائما هو الخيار الاستراتيجي الأساسي للأنظمة المصرية المتعاقبة والذي يعتبر بناء أي سد على النيل تهديدا وجوديا على مصر، كما أن جميع المحاولات الدبلوماسية ما هي إلا تأخير لواقع أصبح لا مفر منه.
وتحليل الوضع بحسب الموقع الإثيوبي، يقول إن السيسى الآن في وضع أقوى بكثير مما كان عليه قبل عامين، فعدم الاستقرار والاضطراب الذي ساد مصر بين يناير 2011 ويونيو 2013 لم يعد عاملا مؤثرا، كما لا توجد الآن الاحتجاجات الجماهيرية التي تهدد بإسقاط حكومة السيسي، فضلا عن أنه عزز سلطته واستطاع توحيد ولاء النظام العسكري داخليا له.