أقدم السودان الذي كان واحدا من حلفاء ايران سابقا، على قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران، متقربا من السعودية املا في انقاذ اقتصاده المترنح، كما يقول خبراء.
وبحسب موقع "راي اليوم" يرى استاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الطيب زين العابدين، ان قرار قطع العلاقات مع الحليف الايراني يعود في الواقع الى ان خطوة الخرطوم “براغماتية سياسية”، مشيرا الى ان السودان يحتاج الى استثمارات سعودية لانعاش اقتصاده المتداعي. وقطع العلاقات امتداد لقرار السودان المثير للاستغراب في آذار/مارس 2015 بارسال قوات سودانية للقتال في اليمن في اطار تحالف تقوده السعودية.
واضاف زين العابدين “الحكومة تدرك انها معزولة جدا وسط العرب وقررت ان تغير ذلك”.
من جانبه اشار المحلل السياسي المستقل مجدي الجزولي الى ان الاغلاق جاء في وقت يتعثر الاقتصاد السوداني الذي يعاني من عشرين عاما من العقوبات- بسبب انتهاكاته لحقوق الانسان ودعمه لمتطرفين بينهم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن -. هذا فضلا عن ان استقلال جنوب السودان في 2011 حرم الخرطوم من ثلاثة ارباع احتياطاتها النفطية.
وصدرت في حق البشير الذي يتولى الحكم منذ 26 عاما، مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، لاتهامه بارتكاب ابادة في منطقة دارفور (غرب).
وعندما رفعت حكومة البشير الدعم عن المنتجات البترولية، خرج الالاف الى الشوارع في الخرطوم ومدن اخرى، ما شكل تحديا حقيقيا لنظام البشير منذ وصوله للسلطة في عام 1989.
واعلن السودان في آب/اغسطس انه تلقى من السعودية مليار دولار اميركي لدعم احتياطاته من العملة الاجنبية، لكن مسؤولين سعوديين وعدوا بمزيد من الاستثمارات.
وبعدما قطع السودان علاقاته مع ايران، التقى نائب رئيس بعثته في الرياض مدير غرفة التجارة السعودية لمناقشة المشاريع الاقتصادية والمالية الجديدة.
وفي آذار/مارس 2014، قطعت المصارف السعودية تعاملاتها مع السودان، ما أثر سلبا على تحويلات السودانيين، لكن بعد تدخل السودان في اطار العدوان السعودي على اليمن، قال مسؤولون ان هذه التدابير يمكن ان ترفع.
وعلى رغم هذا التقارب مع الرياض، ما زال الاقتصاد السوداني يعاني من صعوبات. وتواجه السعودية نفسها صعوبات بسبب تراجع اسعار النفط. لكن الخرطوم تأمل في ان يساعدها السعوديون على اقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات عنها.