يلتقي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اليوم مع محسن مرزوق الأمين العام المُستقيل من حركة نداء تونس، في اجتماع وُصف بـ"المحاولة الأخيرة" لرأب الصدع بين الجناحين المتصارعين، ولترميم أركان هذه الحركة عبر وقف نزيف الاستقالات الذي جعلها تُشارف على الانهيار.
وقالت مصادر مُقربة من محسن مرزوق الذي يستعد لإعلان حزبه الجديد خلال شهر مارس المُقبل، إن اجتماع اليوم، يُعقد بناء على طلب من الرئيس السبسي بصفته رئيسا شرفيا لحركة نداء تونس، بهدف تضميد نزيف الاستقالات من حركة نداء تونس، وبالتحديد جناح السبسي الابن، وذلك بسبب مؤتمر سوسة المثير للجدل. ولكنها أكدت أن مرزوق الذي كان قد استقال من حركة نداء تونس، احتجاجا على ما اعتبره "انحرافا عن المشروع الأصلي للحركة، وبسبب محاولات التوريث التي سعى لها الباجي قائد السبسي وبعض المحيطين به"، سيتحدث مع السبسي الأب باعتباره طرفا سياسيا غير معني بأزمة نداء تونس التي استفحلت في أعقاب مؤتمر سوسة.
ولم تستبعد في هذا السياق، إمكانية أن يُقدم مرزوق دعوة رسمية للباجي قائد السبسي لحضور حفل ميلاد الحزب الجديد الذي يعتزم محسن مرزوق الإعلان الرسمي عنه في الثاني من مارس المُقبل. وأكد الأزهر العكرمي الذي يُعد واحدا من أبرز مؤسسي حركة نداء تونس لـ"العرب"، أن هذا الاجتماع المُرتقب يأتي في إطار المبادرات من جهات متعددة بحثا عن مخرج للمأزق الذي تعيشه حركة نداء تونس. واعتبر العكرمي أن ما تسرب إلى غاية الآن حول فحوى تلك المبادرات “لا يُمثل عُشر ما هو مطلوب في هذه المرحلة"، داعيا في نفس الوقت إلى إخضاع حركة نداء تونس لعملية جراحية مستعجلة تستهدف بالأساس كل المُتسببين في أزمتها، وخاصة الذين يُحسبون على جناح التوريث، وبالتالي القطع الفوري والنهائي مع سياسة الولاءات.
ويتهم المستقيلون من حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي بتوريث ابنه قيادة الحركة، إلى جانب انتقادهم لاقتراب حركتهم من حركة النهضة الإسلامية التي كثيرا ما وُجهت إليها الاتهامات بالتدخل في شأنها الداخلي والدفع باتجاه انقسامها. وعلى هذا الأساس، يرى مراقبون أن مهمة السبسي الأب خلال اجتماع اليوم مع محسن مرزوق، ستكون صعبة، أو شبه مستحيلة بسبب انحيازه المفضوح لنجله حافظ، الأمر الذي ساهم في تقويض مصداقية مبادراته.
العرب اللندنية