وسط استنفار أمني وعسكري غير مسبوق، بدت مؤسسات الدولة المصرية في حالة تأهب شامل لمواجهة أي مظاهرات او هجمات او أعمال عنف، في الذكرى الخامسة لثورة يناير التي تحل اليوم الاثنين.
وانتشرت وحدات من الجيش تابعة لسلاح المظلات وفروع أخرى في القاهرة وكافة المحافظات، لتعاون الدوريات والنقاط الأمنية الثابتة للشرطة التي كثفت وجودها حول كافة المواقع الحيوية في البلاد، وخاصة الوزارات والسفارات والمراكز الأمنية والتجارية والمستشفيات وغيرها. وشنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات جديدة شملت 17 شخصا، فيما أعلنت شركة مترو الأنفاق في القاهرة، في بيان أمس، إغلاق محطة مترو أنور السادات (الموجودة في وسط ميدان التحرير) ومنع وقوف أي قطارات فيها اليوم الاثنين، لدواع أمنية.
وأعلنت مصادر أمنية أمس مقتل متهم مطلوب في قضايا أمنية أثناء عملية في منطقة كرداسة جنوب القاهرة، وهي من المعاقل المعروفة لجماعة «الإخوان». وكانت المصادر أعلنت في وقت سابق أن رجلي شرطة ومدنيا قتلوا، أمس الأحد، وأصيب شرطيان آخران عندما أطلق مسلحون الرصاص على نقطة تفتيش لخفراء الشرطة في قرية في محافظة الشرقية التي تقع شمال شرقي القاهرة. ووصفت المصادر منفذي الهجوم بأنهم «عناصر إرهابية»، مضيفة أنهم سرقوا ثلاث بنادق من النقطة قبل أن يلوذوا بالفرار. وألقت أجهزة الأمن القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه بصلتهم بالهجوم. وقالت المصادر إنهم كانوا يستقلون دراجة نارية وضبط معهم سلاح ناري. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهد في كلمة ألقاها السبت بمناسبة عيد الشرطة، الذي يوافق اليوم الاثنين أيضا، بالقضاء على الإرهاب في بلاده.
وقال السيسي في كلمة أخرى ألقاها أمس الأحد بمناسبة ذكرى ثورة يناير «نتصدى بفاعلية للعديد من المشكلات.. ونتفانى في مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والنظام.» ووجهت الشرطة تحذيرات واضحة بعزمها استخدام الرصاص الحي لمواجهة أي محاولة لاقتحام مقارها، وشددت على أنها ستطبق قانون التظاهر. وعلق اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام في مداخلة هاتفية عبر قناة «أون تي في لايف»، الأحد، على حالات استخدام ضباط وأفراد الشرطة للرصاص الحي، ضد مخالفي القانون، قائلا: «السلاح يستخدم في حالات معينة وفقا للقانون واستخدام السلاح خارج تلك الحالات يعتبر خرقا للقانون».
وتابع: «حالات استخدام الرصاص الحي هي محاولة هروب أحد المحكوم عليهم من السجن، ومقاومة القوات أثناء القبض على المتهم واستخدام سلاح ناري، والهجوم على قسم شرطة بسلاح ناري، هنا يكون من حق القوات الدفاع الشرعي عن المنشأة باستخدام سلاح ناري».
ومن جهتها أعلنت حركة 6 أبريل (معارضة)، مساء أمس الأحد، عدم المشاركة في فعاليات إحياء الذكرى الخامسة لثورة 25 ينايرالتي دعت إليها المعارضة المصرية، وعلى رأسها جماعة الإخوان .
وقالت الحركة في بيان، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس»في الذكرى الخامسة لبدء الثورة، نجد أنفسنا قد وصلنا لدولة لا علاقة لها بحلم ثورة يناير، وبعيده كل البعد عن مطالب الشعب المصري. ميدان التحرير رمز ثورة يناير، أصبح في ذكراه تحت احتلال الآليات العسكرية». وأكدت الحركة في بيانها «لن ننظم أي فعاليات في ذكرى بدء الثورة، وندعو الجميع للاتشاح بالسواد تعبيرا عن رفض الحالة التي وصلت إليها البلاد.
وشهد ميدان التحرير في وسط القاهرة ، إجراءات أمنية مشددة على مدار اليومين الماضيين، وتفتيش المنازل وإعطاء تعليمات للمحال بالغلق المبكر، وفق تقارير محلية. كما ظهرت معدات الشرطة والجيش في الميدان ذاته بطريقة غير معتادة، وهو الأمر الذي تكرر في محافظات عدة.
ودعت قوى رئيسية معارضة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أبرزها (التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب) إلى «التظاهر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، لإسقاط النظام» تحت عنوان «ثورتنا وهنكملها»(سنكملها)، فيما قالت وزارة الداخلية إنها استعدت بخطة موسعة للفعاليات المحتملة في ذكرى الثورة. فيما تحدث أكثر من حزب مصري مؤيد للسلطات المصرية، بالاحتفاء بالذكرى الخامسة للثورة في المقار الحزبية، فيما رفعت محافظات مصر والأجهزة الأمنية حالة الطوارئ في عملها استعدادا لتظاهرات متوقعة.
وكالات