اهتمت جريدة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية بمتابعة تطورات الأحداث داخل تونس، وحذرت من أن الأوضاع الاقتصادية المتردية والتطلعات الاقتصادية التي لا يستطيع الشباب تلبيتها هي المحرك الرئيسي لأي اضطرابات سواء داخل تونس أو المنطقة العربية بأكملها.
وحذرت الجريدة الأميركية، في تقريرها أمس الثلاثاء، من استغلال الجماعات المتطرفة مثل تنظيم «داعش» تلك الأوضاع الاقتصادية في استقطاب وتجنيد عدد كبير من المقاتلين من بين الشباب العاطل الذي لا يستطيع تحقيق تطلعاته في عيش كريم.
واستبعدت الجريدة أن تكون التطلعات السياسية أو مطالب تحقيق الديمقراطية هي السبب في أحداث تونس، مؤكدة أن الحنق الذي يعانيه الشعب التونسي بسبب الأوضاع الاقتصادية، الفقر، وهو سبب اشتعال الثورة العام 2011 وهو سبب اشتعال الأحداث الأخيرة. وطالبت الجريدة المجتمع الدولي بزيادة المساعدات المقدمة لتونس، إذا أرادت تلك الدول القضاء على تنظيم «داعش» في المنطقة.
وارتفعت نسبة البطالة العام 2015 إلى 15%، وفي بعض المناطق الفقيرة تصل نسبة البطالة إلى 40% بين الشباب من سن 15-24 عامًا وتصل إلى 20% بين الأعمار الأكبر وخريجي الجامعات، مقارنة بـ 13% العام 2011، وفق التقديرات الرسمية. وتعد تونس صاحبة أكبر نسب بطالة في المنطقة.
ولهذا اعتبرت الجريدة أنه من غير المفاجئ أن يذهب هذا العدد الكبير من الشباب التونسي إلى سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم «داعش» للهروب من الأزمة الاقتصادية الخانقة في بلادهم. وانضم نحو خمسة آلاف تونسي إلى التنظيم في سورية، وهو ما يجعل تونس أكبر مصدر لمقاتلي التنظيم.
ونقلت الجريدة عن الباحث في كلية لندن للدراسات الاقتصادية والسياسية، فواز جرجس، قوله: «لقد غفلنا عن الأسباب الحقيقية وراء قيام ثورات الربيع العربي وهي البطالة والفقر، فلم تكن ثورات المنطقة بسبب الديمقراطية أو الحرية، لكنها طالبت بالعيش وتحسين الأوضاع الاقتصادية السيئة».
وأكد جرجس أن الإحباط الاقتصادي هو المغذي الرئيسي للجماعات المتطرفة مثل «داعش» التي تستقطب آلاف الشباب العاطل.