علم "24" أن اجتماعاً سرياً بدأ امس السبت في تونس بين مسؤولين عسكريين أمريكيين وليبيين، في إطار اجتماعات دورية غير معلنة لتدريب الجيش الليبي ورصد مواقع تابعة لتنظيم داعش على الأراضي الليبية.
وقال مسؤول ليبي على صلة بهذه الاجتماعات لـ 24 "إن قادة عسكريين من الجيش الليبي التقوا اليوم في تونس مدربين من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، لبحث تنشيط التعاون العسكري بين الطرفين. وأثارت واقعة طرد بعثة عسكرية أمريكية من قاعدة الوطية في غرب ليبيا في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، شكوكاً قوية حول وجود تعاون غير معلن بين الجيشين الليبي والأمريكي.
وقالت آنذاك الكتيبة "22" التابعة لقوات الصاعقة التابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي "إنه تم التعاقد مع البعثة الأمريكية في بداية عام 2012 عن طريق وزارة الدفاع ورئاسة الأركان والقوات الخاصة الليبية، لتدريب سرية من الكتيبة 22 صاعقة". وجرى اختيار قاعدة الوطية الجوية لأنها قاعدة عسكرية يفترض أنها تحت سيطرة الجيش الليبي والقيادة العامة، ولعدم إمكانية التدريب داخل العاصمة طرابلس.
لكن كتيبة أبو بكر الصديق، التي يقودها العجمي العتري تدخلت بعد تسرب معلومات لها عن توقيت ومكان تواجد عناصر البعثة الأمريكية التي تم لاحقاً إجلائها على متن طائرة لم تكن كافية لاستيعاب المعدات التي تركوها. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها جنود أمريكييون بمثل هذه الزيارة لليبيا، لكن الكشف عنها افسد على ما يبدو مشروعاً لتدريب قوات خاصة بالجيش الليبي على يد خبراء عسكريين من الولايات المتحدة.
وكشف مصدر عسكري ليبي لـ 24 النقاب عن أن التعاون الذي يستهدف التدريب لمحاربة الإرهاب، كان لتدريب سرية لمكافحة الإرهاب؛ وأضاف كنا جاهزين لبداية مهامنا ضد داعش في المنطقة الغربية"، مشيراً إلى أن نفس السرية سبق وأن تدربت بإشراف نفس المجموعة وأنها باتت جاهزة لتنفيذ مهام محددة ضد داعش. وتتطابق هذه المعلومات مع ما قاله أخيراً، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بيتر كوك بشأن قيام الولايات المتحدة بالفعل بإرسال "عدد صغير من العسكريين" إلى ليبيا لمحاولة "إجراء محادثات مع قوات محلية للحصول على صورة أوضح لما يحدث هناك على وجه التحديد". وروى نفس المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن قصة بداية التعاون ترجع إلى نهاية عام 2011 وبداية عام 2012، عندما عرض مسئولون أمريكييون على قادة ليبيين توفير تدريب للقوات الخاصة للجيش الليبي.
ليبيا المستقبل