تصاعدت المخاوف داخل وسائل الإعلام الرسمية من تراجع الحكومة عن وعدها بفتح الباب أمام الإعلاميين للتعبير عن هموم الشعب بعد أقل من أسبوعين على الدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز إلي الصحفيين من أجل كسر الروتين الحاصل والعمل علي تعزيز روح المنافسة داخل الساحة الإعلامية .
وظهرت المخاوف وفقا لما ورد بوكالة أنباء "الأخبار" المستقلة بعد عزل الإذاعة الموريتانية للصحفية فاطم بنت محمد فال عن البرنامج الحواري "وجها لوجه" بعد أيام من بثه لحلقة حوارية حول أزمة الأطباء وقطاع الصحة وهو البرنامج الذي أغضب مقربين من مولاي ولد محمد لغظف الوزير الأول الموريتاني وفي مقدمتهم وزير الصحة ذاته .
وعلقت الإذاعة إعادة البرنامج بعد ضغوط مارسها الوزير الأول علي الإدارة العامة للإذاعة، كما تولت وزارة الصحة تأديب الطبيب الجراح باب الطالب الذي رد علي تصريحات وزير الصحة بقرار سريع أقاله من مكانه، غير أن ضغط الأطباء أعاد الطبيب إلي مكتبه وذهبت الحلقة ومعدتها فاطم بنت محمد فال تحت ضغط عناصر من الحكومة .
وقالت بعض المصادر :" إننا منزعجون من سوء فهم بعض الصحفيين لدعوة الرئيس للحرية والتي تأتي وسط تدافع سياسي قوي بين السلطة والمعارضة وقبل أسابيع قليلة من اجتماع المانحين ببروكسل .
ولم تعلن الحكومة ما إذا كانت تراجعت فعلا عن دعوتها للإعلاميين لبث جرعات من الحرية داخل وسائل الإعلام التي تديرها أم أن الضغوط التي مورست علي الجهات المعنية بالإذاعة كانت وراء القرار مع الاحتفاظ بالمبدأ الذي دعا له الرئيس ولد عبدالعزيز قبل أسبوعين في خطاب تلقفته الروابط الصحفية بالبلاد وبعض القوي السياسية الموالية له بارتياح كبير.