تبنى ائتلاف سياسي معارض في السودان، جرى تدشينه الثلاثاء، تحت مسمى (قوى المستقبل للتغيير) ويضم 41 حزباً خيار الانتفاضة الشعبية لتغيير النظام، وترك الباب موارباً أمام تحالف قوى الإجماع الوطني وحزب الأمة القومي للحاق به،كما أرجأ الإعلان عن هيكلته وبرنامجه السياسي لوقت لاحق.
ويتألف التكتل السياسي الجديد، من 41 حزباً سياسياً تمثل ثلاثة أجسام هي "تحالف القوى الوطنية"، و"القوى الوطنية للتغيير "قوت" و"أحزاب الوحدة الوطنية"، شارك بعضها في الحوار الوطني في وقت سابق، أبرزها حركة (الإصلاح الآن) و(منبر السلام العادل).
ورأى مؤسسو التكتل الجديد، في مؤتمر صحفي الثلاثاء بمقر حركة (الإصلاح الآن)، شارك فيه ممثل لحزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني بجانب ممثلين للسفارة الأميركية والبريطانية، أن "قوى المستقبل للتغيير" تمثل هيئة تنسيقية مرنة قابلة لإضافة المزيد من الشركاء في القوى السياسية.
وقال عضو الكيان، غازي صلاح الدين، إن السودان "مايزال أمامه فرصة تاريخية ملقاة على قارعة الطريق ولم تلتقط ويجب إنتهازها".
ونادى بالعمل من أجل الحل الإستراتيجي وليس التكتيكي والاتفاق على نظام حكم فاعل.
وشدد صلاح الدين،على أن الأزمة الاقتصادية الحالية لا تحتمل المراوغة ولا المداراة التي ظل ينتهجها النظام لعامين في حواره الوطني، داعياً للاتصال بكل القوى السياسية ومخاطبة كافة السودانيين.
ورفض غازي ما اسماه المحاولات المكشوفة، لتفريق المعارضة وتشتيتها ، كما نادى بحوار وطني شامل، وقال إن مضي الحكومة في طريق المكايدة والمكابرة لن يؤدي سوى لمزيد من الشقاق للسودانيين.
وأضاف "نمد أيدينا بيضاء للقوى السياسية بمرونة لتحديد الخط السياسي الذي يحكم الظرف الراهن".
بدوره، أعلن عضو الكيان، عبد القادر إبراهيم، رفض التكتل الجديد أي نتائج للقاء التشاوري الذي دعت له الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بين الحكومة والحركات دون استصحاب موقف الكيان، وقال سنرفض اي نتائج جملة وتفصلاً.
وأطلق عضو التكتل فرح العقار، نداءً لقوى المعارضة في الداخل والخارج باللحاق للكيان الجديد الذي وصفه بانه يمثل "منصة" ليس فيها قديم ولا قادم ولا مؤسس، وأن الكيان يعد في مرحلة التأسيس لبدء صفحة جديدة تتجاوز إخفاقات الماضي.
وطبقاً لبيان صادر عن التكتل الجديد فإن رؤية الكيان تقوم على العمل من أجل احلال السلام وإنهاء الحرب بمخاطبة جذورها ومعالجة الآثار المترتبة عليها.
وقال البيان إن حوار الوثبة الذي يدور حالياً في قاعة الصداقة بالخرطوم يعبر عن رؤية آحادية للحكومة والحزب الحاكم وواجهاته ولا يعبر عن الإرادة الوطنية التي قبلت الحوار وفق خارطة الطريق واتفاقية أديس أبابا.
وتابع "القوى والحركات المسلحة التي تجاوزها حوار الوثبة تفوق في مجموعها السبعين حزباً مما يجعل الحوار الحالي ونتائجه يعبر عن فشل أهم أكبر مشروع سياسي وطني.
وبشأن الحريات رأى بيان الكيان إن الانتهاكات والتعدي السافر للحريات يؤكد دكتاتورية النظام وتجاوزه وثيقة الحقوق التي تمثل اعظم ما ورد في دستور 2005 الذي يجري العمل به بعد التعديلات الأحادية التي قام بها النظام والتي مست الحريات الأساسية.
وأشار إلى التضييق على حرية النشر والتعبير ومراقبة ومصادرة وتوقيف الصحف وتقييد النشاط الحزبي والسياسي للأحزاب والتنظيمات السياسية وحظر سفر القيادات السياسية والاعتقال المستمر للنشطاء السياسيين.
وبحسب البيان فانه من واقع التحديات الماثلة للسودان المتخم بكل صنوف الأزمات والمحن والنكبات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي جعلت منه بلداً مأزوماً بتوالي الحقب والسنين.
وأضاف "هذا الواقع يفرض على القوى الوطنية المعارضة تضافر الجهود وتجاوز الصغائر بكامل أحزابها وتنظيماتها وهيئاتها وتشكيلاتها أن تلتقي على منصة واحدة لقيادة التغيير الذي أصبح حتمياً وبديهياً وضروريا للخروج بالبلاد من الراهن المأزوم".
.