أكدت بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات في السودان الاحد ان الانتخابات السودانية هي خطوة كبيرة يحتذى بها وان كانت لم تصل الى مستوى المعايير الدولية في النزاهة والشفافية.
وقال صلاح حليمة رئيس البعثة خلال مؤتمر صحافي ان الانتخابات التعددية الاولى التي شهدها السودان منذ 1986 "لم تصل الى مستوى المعايير الدولية" لكنها "خطوة كبيرة الى الامام مقارنة مع الدول الاخرى وتعتبر انجازا متميزا رغم ما ظهر فيها من عيوب".
واعربت البعثة التي ضمت 50 مراقبا وزارت 700 مركز اقتراع في 18 ولاية من ولايات السودان الخمس والعشرين بينها ولايات دارفور الثلاث ،عن "ارتياحها بصفة عامة لسير العملية الانتخابية"، مشددذلك سلبيات تتعلق بوجود "قصور في الترتيبات اللوجستية، وعدم توفر السرية الانتخابية ، واخطاء في سجلات الناخبين وبطاقات الاقتراع والرموز الانتخابية وتاخر وصول بعض المواد الى مراكز الاقتراع وعدم ثبات الحبر" على اصابع المنتخبين.
وسجلت كذلك انه "لم تخل بعض مراكز الاقتراع من هيمنة حزبية على عملية التصويت، حيث تم رصد عدد من حالات تدخل بعض ممثلي الاحزاب في توجيه الناخبين".
ورصدت كذلك "مظاهر ارتباك" لدى الناخبين عزتها الى كثرة بطاقات الاقتراع وهي ثمان في الشمال و12 في الجنوب في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاقليمية.
لكن رئيس البعثة اعتبر ان الاخطاء اللوجستية والتنظيمية "لا تؤثر بشكل كبيرعلى النتائج"، مؤكدا ردا على الاتهامات بالتزوير "لم نر تزويرا بمعنى التزوير، وانما عيوبا واخطاء، لكن هل تؤثر على النتيجة ، لا اعتقد ذلك".
واعتبر ان "هناك توافقا في الراي بين كافة المراقبين بان ما تم في السودان افضل مما تم في دول افريقية اخرى، ويعتبر ان السودان تقدم خطوة كبيرة الى الامام ونتمنى ان يكون مثالا يحتذى من الدول الافريقية والعربية".
وتابع ان كون الانتخابات لا تتفق مع كل المعايير الدولية وانما "مع العديد من المعايير الدولية، لا ينتقص من تجربة السودان بحكم الظروف التي يمر بها من تحول ديموقراطي"، معتبرا ان النظام الذي يحكم السودان منذ 21 عاما قدم "مساحة من الديموقراطية يجب الاستفادة منها".
واعتبر موقف الاحزاب التي قررت المقاطعة او تلك التي شاركت واعلنت رفضها المسبق لنتائج الانتخابات "شانا داخليا"، لكنه قال "ادعو الاحزاب المعارضة الى المشاركة" في العملية السياسية، معتبرا ان "مشاركة الاحزاب ورغم الظروف التي يمر فيها السودان خصوصا قد تساهم في دفع العملية الديموقراطية قدما، مع تحقق مساحة اكبر من الديموقراطية".
وقاطعت احزاب المعارضة الرئيسية ومنها حزب الامة التاريخي بزعامة الصادق المهدي وحزب الامة-الاصلاح والتجديد الانتخابات معتبرة ان الظروف غير مهيأة لانتخابات ديموقرايطة.
واعلن مرشح الحزب الاتحادي الديموقراطي للرئاسة المشارك في الانتخابات حاتم السر السبت رفضه لنتائج الانتخابات، وقال حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي انه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات التي شارك فيها متهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير.