حذر الكاتب البريطاني الشهير، ديفيد هيرست، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من مصير مشابه لذاك الذي أنهى حياة القذافي بثورة عارمة ضده.
وبحسب موقع "عربي21" فقد قال هيرست في مقالته بموقع "ميدل إيست آي" إن السيسي "يوماً بعد يوم يزداد غياباً عن الواقع، ويوماً بعد يوم يطبق العالم عليه أكثر فأكثر".
وعن السبب الأهم الذي يمكن أن يؤشر بقوة على سيناريو قرب الإطاحة بالسيسي، أكد هيرست أن السعودية لم تعد ترى في السيسي شخصياً رهاناً آمنا، منوهاً إلى أن الملك السعودي لن يشعر بالحزن والأسى فيما لو قام ضابط مصري آخر بالإطاحة بالضابط الذي يحكم حالياً، واصفاً هذا السيناريو بأنه "بات الآن أقرب إلى الممكن".
برود العلاقات مع الرياض
وحول برود العلاقات المصرية مع الرياض، قال هيرست إن هناك عدة أسباب يمكن أن تفسر هذا البرود، منها أن الإعلام المصري كان متواطئاً بشكل سافر مع بطانة الملك عبد الله في سعيها المحموم لحرمان سلمان من الوصول إلى الحكم، ومنها أيضاً أن المملكة تعاني من شح مالي؛ بسبب انهيار أسعار النفط، وهو الانهيار الذي تمخض عن سياسة انتهجتها المملكة ابتداء؛ بهدف إجبار منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة الأمیركية على الانسحاب من السوق.
واستدرك بالقول: لكن لعل السبب الأهم والمسكوت عنه هو أن بطانة سلمان لم تعد ترى في السيسي شخصياً رهاناً آمنا.. إلا أن ذلك لا يعني أن المملكة العربية السعودية على وشك التخلي عن قناعتها بأنه لا يجوز لمصر أن تحكم سوى من قبل العسكر، ولكنه قد يعني أن الملك لن يشعر بالحزن والأسى فيما لو قام ضابط مصري آخر بالإطاحة بالضابط الذي يحكم حالياً، وهو السيناريو الذي بات الآن أقرب إلى الممكن.
وأكد هيرست أنه يمكن الاستدلال على هذا النهج السعودي الأكثر صرامة من خلال بعض المشاهدات التي تؤكد وجوده فعلا. ففي ديسمبر الماضي، وافق السعوديون على استثمار 30 مليار ريال سعودي (أي ما يقرب من 8 مليارات دولار) في مصر من خلال صناديق حكومية وسيادية؛ وذلك بهدف مساعدة مصر على اجتياز أزمة العملات الصعبة التي تمر بها.
وقال: "لقد شق هذا الفرعون طريقه حتى الآن، من خلال حرق مليارات الدولارات نقداً، وتمكن في هذه الأثناء من نبذ معظم الذين دعموه وأيدوا انقلابه ضد رئيس الإخوان المسلمين. ومع مرور الوقت، لن يتمكن السيسي من الاستمرار في لوم الإخوان المسلمين على حالة الفوضى التي تعيشها مصر، ولعل تزايد وتيرة النقد العلني في وسائل الإعلام عرض من أعراض السخط المتنامي في أوساط عشيرته الأقربين. وفي نهاية المطاف سيجد السيسي نفسه خالي الوفاض من الأعذار، تماماً كما وجد القذافي نفسه خالي الوفاض من الكلمات".
وعقد الكاتب مقارنة بين تصرفات معمر القذافي إبان الثورة الليبية وبين تصرفات السيسي التي توشك أن تصل إلى حد المطابقة، وعنوان التشابه مقولة القذافي الشهيرة التي خلدها التاريخ (من أنتم؟)، التي كررها السيسي في خطاباته مؤخرا.
وحول الخطاب الأخير للسيسي، قال هيرست أنه يصعب على المرء أن يصدق أن مثل هذا الأداء يمكن أن يصدر عن رئيس لمصر، فالرجل تخللت خطابه ضحكات هستيرية، وانتقادات ساخطة ضد حكومته، ودموع حزن وأسى ذرفها من حين لآخر، كما ذكر هيرست بخطاب السيسي عن شد الأحزمة على البطون، في الوقت الذي سار موكبه على سجادة حمراء بطول ثلاثة أميال.
ونوه إلى أن السيسي سيكرر السؤال ذاته الذي قاله القذافي ذات يوم: "من أنتم؟"، وستكون الإجابة عليه: "نحن مصر".