قال موقع دويتش فيله الألماني، إن الدول الإفريقية رفعت شعار “انخفاض معدل الفقر في القارة السمراء،
قال موقع دويتش فيله الألماني، إن الدول الإفريقية رفعت شعار “انخفاض معدل الفقر في القارة السمراء، وظهور طبقة وسطى صاعدة” لأجل جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، وإغراء الشركات العالمية من أجل الانتشار في الأسواق الإفريقية، لكن هذا الشعار تغير بعدما اصطدم بالواقع الذي يؤكد أن الطبقة الوسطى تتلاشى من القارة السمراء، بعكس ما تم الترويج له سابقا، مما دفع بعض الشركات العالمية للخروج من القارة مرة أخرى وإنهاء استثماراتها هناك.
باركليز يغادر القارة
باع مصرف باركليز العملاق البريطاني شركته في جنوب إفريقيا، التي أسسها عام 2005، وخلال العام الماضي تخلصت الشركة نحو 15% من القوى العاملة بإفريقيا، لكن السؤال هنا لماذا تركت الشركة الرائدة إفريقيا؟، ولماذا فكرت في ذلك منذ فترة وظلت تخطط لذلك، فكان بداية تخطيطها التخلص من العمالة الإفريقية.
وأجاب كورنيل كرومينشير، الرئيس التنفيذي لشركة باركليز بالمنطقة الإفريقية الاستوائية على هذا السؤال، قائلا: كنا نظن أن إفريقيا هي آسيا الجديدة، لكن اكتشفنا أن الطبقة الوسطى بالقارة صغيرة للغاية وليست في ازدياد.
وأضاف دويتشه فيله، أنه منذ وقت ليس ببعيد، كان يُنظر لإفريقيا كسوق للنمو، وفي عام 2011 أوضح بنك التنمية الإفريقي في تقرير له، أن هناك 350 مليون إفريقي من أفراد الطبقة الوسطى، أي ما يقارب من 34 % من سكان القارة، وهذا يُعد ازدهارا للطبقة المتوسطة، وفي عام 2000 كانت الطبقة المتوسطة تمثل 27% فقط، لكن التقرير الصادر قبل أسابيع عن بنك كريدي سويس السويسري، أكد أن 18 مليون إفريقي فقط يمكن إدراجهم ضمن الطبقة الوسطى.
الطبقة الوسطى في رواندا
لا يوافق كثير من الخبراء على أن الطبقة الوسطى في إفريقيا صغيرة أو آخذة في التراجع، فقال متهولي نكوبي، أستاذ السياسة العامة في جامعة أكسفورد وكبير الاقتصاديين السابق في البنك الإفريقي للتنمية الذي أشرف على تقرير 2011: هناك طبقة وسطى في إفريقيا آخذة بالنمو.
وأضاف نكوبي، أن الشخص التابع للطبقة المتوسطة في سويسرا أو ألمانيا ليس مثل أي شخص بالطبقة المتوسطة في رواندا مثلا، ولكي نكون منصفين لابد أن نعترف بأن الاختلاف في المسمى يعود للخلافات حول توصيف الطبقة.
وفي السياق ذاته؛ قال أستاذ العلوم السياسية في جامعات بريتوريا بجنوب إفريقيا هينينج ميلبر، إن تعريف الطبقة الوسطى كما يستخدمه البنك الإفريقي للتنمية يشمل السكان الذين يكسبون ما بين 2 دولار – 10 دولار في اليوم.
وأوضح الموقع، أن كثير من المحللين يرون أن الطبقة الوسطى لا تتزايد في إفريقيا، مضيفين أنه مع تعثر النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار السلع الأساسية ستختفي الطبقة الوسطى تماما من القارة السمراء.