تستمر الأجواء الشتوية التي تميز شمال الوطن، منذ السبت الفارط، بتساقط كميات معتبرة من الأمطار وهطول ثلوج على المرتفعات، إلى غاية يوم الأربعاء بتسجيل فترات من الصحو على أن تتلبد السماء من جديد معلنة اضطرابا جويا قادما من شمال غرب أوروبا، ابتداء من يوم الخميس، محملا بأمطار معتبرة على المناطق الشمالية الوسطى والشرقية وثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها على 800 متر، حسب ما تظهره آخر النماذج الرقمية.
ويبدو أن شهر مارس الذي يمهد لفصل الربيع، سيكون بشرى خير على الفلاحين الذين استبشروا له بمجرد حلوله حاملا معه سلسلة من الاضطرابات نابت عن أمطار فصل الشتاء وبالتحديد شهري نوفمبر وديسمبر اللذين اتسما بالجفاف.. وحسب مختصين في المناخ، فإن سلسلة من الاضطرابات الجوية التي تشمل شمال الوطن منذ السبت المنصرم أسفرت عن كميات معتبرة من الأمطار خاصة بغرب ووسط البلاد .
وتشير آخر النسب إلى أن فترة الـ24 ساعة الماضية سجلت بتيزي وزو أكثر من 34 ملم من التساقط تليها الدار البيضاء بالعاصمة بـ26 ملم ثم خميس مليانة بـ25 ملم. وتراوحت نسب التساقط ما بين 5 إلى 20 ملم بباقي المناطق الشمالية للوطن، في انتظار أمطار معتبرة أخرى اليوم تحت وقع الرعود والبرد بالساحل وقرب الساحل تفوق كمياتها 50 ملم مع تساقط معتبر للثلوج على المرتفعات الداخلية الغربية والوسطى لتنتقل ليلا إلى الشرق بالمرتفعات التي يزيد علوها على 800 متر أو أقل من ذلك، مع تسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة، حيث ستتراوح ما بين 11 و13 درجة بالمناطق الساحلية وما بين 5 إلى 10 درجات بالداخل، وتصل ما بين 10 إلى 30 درجة مائوية بالجنوب مع احتمال أن يمتد الاضطراب إلى شماله ويخصه بأمطار محلية.
وتشير تنبؤات المختصين في مجال الأرصاد الجوية إلى أن هذه الأجواء الشتوية ستمتد إلى غاية الأربعاء، حيث سيُلاحظ بعض الصفاء المؤقت في انتظار قدوم اضطراب جوي جديد يوم الخميس المقبل، محملا بأمطار معتبرة وبرد وثلوج على أن يخص المناطق الوسطى والشرقية وباعتدال بالمناطق الغربية ليمتد إلى غاية يوم السبت.. والله اعلم.
الثلوج تقطع الطرقات في عدة ولايات
البحر يبتلع صيادين بمستغانم وعاصفة ثلجية تحاصر فوجا سياحيا بجبال البويرة
لقي، ليلة أمس، صيّادان هاويان، مصرعهما غرقا على مستوى شاطئ البحر الصخري بخروبة في مستغانم، بسبب سوء الأحوال الجوّية وإرتفاع أمواج البحر، حيث تمّ إنتشال جثّة أحدهما البالغ من العمر حوالي 56 سنة، بعد عمليات بحث وإنقاذ باشرتها مصالح الحماية المدنية بعد تلقيّها معلومات حول إختفاء الصيّادين ليلا، فيما لايزال البحث جاريا عن جثّة الصيّاد الثاني، التي قذفتها أمواج البحر بعيدا، إذ تمّ الإستعانة بزوارق الحماية المدنية وغطّاسين في عملية البحث، لكنّ هيجان البحر حال دون العثور على الجثّة الثانية وسط حالة قلق لدى الصيّادين وسكّان المناطق القريبة من الشواطئ، بحيث امتنع عدد كبير منهم عن ممارسة نشاط الصيد هذا الأسبوع نتيجة الإضطرابات الجوّية المتواصلة طول الأسبوع.
كما عرفت مرتفعات ولاية تيزي وزو، خلال اليومين الأخيرين تساقطا معتبرا للثلوج التي تراكمت ما شل حركة المرور عبر الكثير من الطرقات. وقد تدخلت مصالح البلديات لفتح الطرقات الرئيسية بكاسحات الثلوج في عين الحمام، افرحونان، بوزقان وغيرها، إلا أن المسالك التي يصعب مرور الكاسحات عبرها بقيت مغلقة واقتصرت على تنقل السكان مترجلين لقضاء حاجياتهم، حيث منع الأطفال من التوجه للمدارس، لصعوبة تنقلهم وكذا دراستهم في أجواء قاسية. كما توقفت حركة المرور على مستوى فج شلاطة وتيزي نكولال بعين الحمام وافرحونان باتجاه ولاية البويرة.
وغير بعيد عن تيزي وزو، تمكن أعوان الحماية المدنية بالبويرة من إنقاذ فريق من السياح الزائرين لمنطقة تيكجدة السياحية بعد أن تاهوا وباغتتهم عاصفة ثلجية ضربت المنطقة خلال تجولهم بالجبال المجاورة، وحسب مصادرنا الموثوقة، فإن الفريق المتكون من 24 فردا أكبرهم يبلغ من العمر21 سنة، قدموا من العاصمة في رحلة سياحية لمنطقة تيكجدة المعروفة بمناظرها الساحرة، خاصة بعد أن اكتست حلة بيضاء مع نهاية الأسبوع، غير أنهم وخلال تجولهم مشيا على الأقدام على مستوى منطقة "أسوال" فاجأتهم عاصفة ثلجية أخفت معالم الطريق، خاصة مع برودة الطقس التي صاحبت العاصفة الثلجية وجهلهم للمنطقة، مما دفع بمصالح الحماية المدنية المتواجدة بالمكان إلى المسارعة لإنقاذهم بعد ما يقارب ساعتين من البحث المتواصل، لتعيدهم إلى فندقهم سالمين.
أما في البليدة فقد اكتست قمم جبال الحظيرة الوطنية الشريعة بولاية البليدة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، حلة بيضاء مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة. وبولاية برج بوعريرج، انقطعت حركة المرور، على مستوى الطريق الوطني رقم 76، بين برج بوعريريج وسطيف، على مستوى قرية المدفع ببلدية برج زمورة، وكذا على مستوى الطريق الولائي رقم 42، الرابط بين برح بوعريريج، والمسيلة ببلدية تقلايت.