أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الأربعاء، ورشة عمل تأسيسية في تونس العاصمة، تحت عنوان «تقديم المساعدة الطارئة لمكافحة إنفلونزا الطيور في الدواجن والطيور الأخرى في ليبيا».
ونظِّمت الورشة بناء على طلب الحكومة الموقتة، ضمن مشروع برنامج التعاون الفني بين الجانبين. وتعقب الورشة التي تقام لمدة يوم واحد، دورة تدريبية تستمر على مدار يومين مخصصة للأطباء البيطريين في ليبيا، وفقًا لموقع «فاو» الإلكتروني.
وحضر الجلسة الافتتاحية لورشة العمل كل من البروفيسور مالك زيرلي، المدير العام للخدمات البيطرية بتونس، والدكتور رشيد بوجدور ممثل المنظمة العالمية للصحة الحيوانية في شمال أفريقيا، ودكتور فراج بكار رئيس مكتب التعاون الدولي، المركز الوطني للصحة الحيوانية بليبيا.
وفي كلمته الافتتاحية الترحيبية للورشة أشار السيد لامورديا ثيومبيانو، المنسق شبه الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في شمال افريقيا وممثل «الفاو» في تونس، إلى أن أول ظهور لمرض إنفلونزا الطيور (HPAI) في ليبيا كان في ديسمبر العام 2014، حيث كان لهذا المرض تأثير سلبي على المزارعين والاقتصاد الليبي بشكل عام، كما تسبب في وفاة أربعة أشخاص على الأقل منذ ذلك الحين.
وقال ثيومبيانو: «إن تفشي مرض إنفلونزا الطيور في ليبيا يشكل خطرًا متزايدًا على الصحة العامة وقطاع الثروة الحيوانية، ليس فقط في ليبيا ولكن في المنطقة بأكملها، ففي العام 2015، كان يتم استقبال أكثر من 10 حالات مشتبه بها شهريًّا، مع ملاحظة ارتفاع معدل الوفيات في بعض المزارع في الجزء الشرقي من ليبيا، أما في منطقة طبرق فقد تم الإبلاغ عن أكثر من 109 حالات مشتبه بها مع وفاة أكثر من 140 ألف طائر».
واستطرد قائلًا: «بالإضافة إلى الإصابات البشرية، تسبب هذا المرض في خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين تقدر بأكثر من 10 ملايين دولار، ويرجع ذلك إلى نقص الموارد البشرية المؤهلة ونقص المعدات المناسبة، وعدم التعمق في دراسة أسباب هذه الظاهرة وقياس أضرارها، لذلك فإن مشروع برنامج التعاون الفني يهدف إلى مساعدة هيئة الخدمات البيطرية الليبية، للوقوف على أسباب إنفلونزا الطيور (H5N1) ووقف انتشارها، والحد من آثارها السلبية على الصحة والأمن الغذائي من خلال تعزيز القدرات لإدارة هذه الأزمة».
وهدفت ورشة العمل إلى التعريف بمظاهر وأسباب مرض إنفلونزا الطيور في ليبيا، والاتفاق على مفاهيم عمل موحدة، وتحديد الأهداف واستراتيجيات تنفيذ المشروع وطرق قياس النتائج المتوقعة، حيث شارك في الورشة مشاركون من طرابلس والبيضاء على الرغم من الصعوبات اللوجستية خلال هذه الفترة.
وتناولت الورشة نظرة عامة عن وضع إنفلونزا الطيور في العالم ثم في ليبيا، كما تم تحديد ثلاثة فرق عمل، تناول الفريق الأول، مراجعة استراتيجية مراقبة إنفلونزا الطيور وخطط الطوارئ وتحسينها، وتناول الفريق الثاني، تعزيز قدرات الخدمات البيطرية، فيما ركز الفريق الثالث، على معرفة أفضل لوضع إنفلونزا الطيور واختيار استراتيجية المكافحة المناسبة، واُختتمت الورشة بالمصادقة على خطة عمل المشروع.