واصلت جماعة الإخوان المسلمين حواراتها مع الأحزاب السياسية المصرية، حيث أجرى وفد من قياداتها حوارا مع قيادات حزب الوفد استمر نحو ثلاث ساعات وأفضى إلى اتفاق الجانبين على عقد لقاء آخر للبحث في بعض القضايا العالقة التي اختلفا حولها.
ورغم اتفاق الجانبين على ضرورة إنهاء حالة الطوارئ ووقف المحاكمات الاستثنائية ووضع ضمانات لانتخابات حرَّة ونزيهة، فإن عددا من المسائل لا تزال معلقة في مقدمتها الموقف من الدولة المدنية ومشاركة الأقباط (النصارى) والمرأة في تولي المناصب القيادية، وهل الحوار بينهما هو حوار بين حزب وجماعة دعوية أم بين حزب وتيار سياسي.
وكان الإخوان بدؤوا حواراتهم مع الأحزاب بحزب التجمع ثم الناصري والدستوري الحر قبل أن يأتي اللقاء الرابع مع الوفد.
وقد ترأس وفد الإخوان عضو مكتب الإرشاد محمد علي بشر، وضم عضوي مكتب الإرشاد عصام العريان وسعد الحسيني وأحد قيادات الجماعة بالإسكندرية هو علي عبد الفتاح، بينما مثل حزب الوفد كل من سكرتير عام الحزب منير فخرى عبد النور وضم أعضاء الهيئة العليا إجلال رأفت وأحمد عودة وعلي السلمي ورمزي زقلمة.
وعقب اللقاء عقد الجانبان مؤتمرا صحفيا قصيرا أكد فيه عبد النور أن ثمة مساحة واسعة من الاتفاق بين الطرفين فى كثير من القضايا والمطالب، منها إلغاء حالة الطوارئ والمحاكم العسكرية والاستثنائية، ومنع محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وكذلك الإصلاح الدستورى الذي يقضي بتعديل المواد 76 و77 و88 بما يقود إلى إقامة نظام ديمقراطي حقيقي.
أسئلة للإخوان
لكن عبد النور ألمح إلى أن الإخوان لم يجيبوا عن عدد من الأسئلة التي تمثل بعض الخلاف بين الجانبين، خاصة ما يتعلق بالمواطنة والمساواة بين المصريين وولاية المرأة والأقباط، خاصة وأن حزب الوفد يرفع شعارا يقول "الدين لله والوطن للجميع"، وينادي بجمهورية مدنية ترفع من قيمة المواطنة وحقوق المواطن.
وشدد سكرتير عام الوفد على أن الحزب لبى مبادرة جماعة الإخوان لفتح حوار بشأن القضايا الوطنية، مرحبا بأي حوار مع القوى الوطنية للعمل على الخروج من المأزق السياسى الحالى، ومؤكدا أن الوفد يدرك أن المشكلات التي تواجه مصر سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية لا يمكن أن تُحل إلا من خلال توافق عام وحوار بين الجميع.
إثراء وتنوع
من جانبه قال العريان إن وفد جماعة الاخوان عرض وجهة نظرها إزاء الأزمات التى تمر بها مصر، موضحا أن الجماعة تمد يدها لكل القوى للتعاون والتعبير عن آمال الشعب فى التغيير ونبذ الخلافات.
وأضاف العريان أن الاختلاف فى الرؤى والمنهج بين جماعة الإخوان والأحزاب هو إثراء للتنوع والاجتهادات ويفيد الحياة السياسية، معتبرا أن حوار الجماعة مع هذه الأحزاب يسعى لخلق حالة من المشاركة الإيجابية للشعب، ويمهد لتعاون فعال بين القوى السياسية.
وشدد القيادي بجماعة الإخوان على أن وفد الإخوان قدم اجتهاداته التي يراها مشروعة في القضايا المختلفة، ولم ينتقصْ من اجتهادات حزب الوفد ورؤاه التي يراها أيضا مشروعة.