قالت صحيفة جلوب آند ميل الكندية، إن تونس البلد الذي اندلعت منه أولى الثورات الشعبية في العالم العربي منذ خمس سنوات، بعد إشعال بائع متجول النار في نفسه، أصبحت الآن أحدث خط جبهة في الحرب ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وتضيف الصحيفة، أنه خلال الأسبوع الماضي شن العشرات من مقاتلي داعش هجوما على مواقع للجيش والشرطة في مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا، وقتل 48 فردا أمنيا خلال الهجوم، بالإضافة إلى 7 مدنيين من بينهم فتاة تبلغ من العمر 12 عاما، في معركة استمرت لساعات طويلة.
وتلفت الصحيفة الكندية، إلى أنه خلال يونيو الماضي وقع هجوم آخر مرتبط بتنظيم داعش الإرهابي، أسفر عن مقتل 38 شخصا، معظمهم من السياح البريطانيين، في منتجع سوسة بشمال تونس، وفي العام الماضي تعرضت البلاد لهجوم على متحف باردو من قبل داعش، موضحة أن الرجل المسؤول عن هجوم سوسة لقي حتفه في القصف الأمريكي خلال الشهر الماضي، بالقرب من منشأة التدريب القريبة من الحدود في ليبيا.
وفي السياق ذاته، قال تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية في الأسبوع الماضي: على تونس توقع المزيد من الهجمات، حيث إن الظروف الفوضوية في ليبيا تركت فراغا سياسيا، مما عزز تحرك داعش وتزايد قوته.
وترى الصحيفة، أن هذا التطور في ليبيا يُعد تحديا خطيرا لتونس، ذلك البلد العربي الذي اتجه نحو الديمقراطية بشكل سليم بعد ثورة عام 2011.
وتشير الصحيفة، إلى أنه منذ سقوط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، تمزقت البلاد ودخلت في حرب أهلية بين الفصائل الدينية والعلمانية، بالإضافة إلى الانقسامات القبلية، حيث تم تقسيم ليبيا حاليا إلى ثلاثة أجزاء، أراضي يسيطر عليها شرق البلاد في طبرق وهي الحكومة المعترف بها دوليا، ومناطق أخرى يسيطر عليها التحالف الديني المعتدل نسبيا، بقيادة الإخوان المسلمين بدعم من قطر وتركيا، وأراضي ثالثة يسيطير عليها تنظيم داعش.
وتوضح الصحيفة، أنه مؤخرًا تم رفض خطة تدعمها الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية من قبل السلطات في طبرق، ونظرا لغياب القانون ونظام الدولة، أقام داعش معسكرات التدريب، وتم استخدام الأسلحة الفتاكة التي تنتشر في كل مكان بليبيا.