أعاد موقف ثلاثة أطفال من لاعبي الشطرنج التونسيين رفض اللعب مع لاعبين إسرائيليين ضمن البطولة العالمية للشطرنج في رومانيا، أعاد تسليط الضوء على مسألة التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.. فيما يتمسك الشارع التونسي بموقفه المناهض للتطبيع وسط صمت رسمي عربي تجاه جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
هذا وشهدت مدينة مساكن بالساحل التونسي حدثاً فريداً حيث رفض ثلاثة أطفال من فريق الشطرنج للمدينة رفضوا اللعب ضد لاعبين من كيان الاحتلال الإسرائيلي ضمن فعاليات بطولة العالم للشطرنج برومانيا..
وبات رفض التطبيع مبدأ يجد طريقه نحو وعي الأجيال الجديدة في تونس وخاصة بعد الثورة.
وبنبرته التونسية قال لاعب الشطرنج محمد حميدة لمراسلتنا: "تذكرت القهر بتاع الفلسطينيين وحبيت نعمل حاجة بش نعاونهم بها، والحاجة التي عملتها ما تسمى شي قدام اللي عملوه الأطفال الفلسطينين في المقاومة متاعهم ضد الصهاينة."
وتجاوز الاحتفاء بهؤلاء الأطفال وأعمارهم لا تتجاوز الثانية عشر المنتصرون للقضية الفلسطينية تجاوزمدينة مساكن حيث يقيمون ويتدربون.
وقامت جمعيات تونسية مناهضة للصهيونية بتكريمهم؛ إضافة إلى استقبالهم سابقاً في الجمهورية الإسلامية بدعوة من إحدى الجمعيات الإيرانية.
وأوضح مدرب فريق الشطرنج بمساكن هشام المجدوب: أنه قد "استدعتنا جمعية في إيران، والحقيقة كان الاستقبال والحفاوة التي استقبلونا بها عملت لي صدمة.. فكرت أننا مجرد لعبنا.. واتخذنا موقفاً طبيعياً لقضيتنا.. وتلقينا حفاوة نتصور أنها حفاوة رؤساء ووفود دولية.. أعطانا انطباعاً لم نراه في الأمم لدينا."
ورغم الصمت الرسمي العربي إزاء الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني يحافظ التونسيون على المستوى الشعبي وقواه السياسية ومنظمات المجتمع المدني على تمسكهم برفض التطبيع مع كيان الاحتلال.
وفي حديث لمراسلتنا قال مواطن تونسي: نأسف أحياناً للصمت العربي.. والطفل العربي هنا قدم رسالة بليغة وعندها دلالات.
فيما أشار مواطن تونسي آخر بالقول: كل مواطن عربي شريف ضد دولة إسرائيل وضد التطبيع والصهيونية.. لأن دولة إسرائيل عبارة عن دولة إرهابية.
وقد يتحول الموقف الشعبي ضد التطبيع فيما بعد قوة ضغط على الأنظمة الرسمية العربية في موقفها من كيان الاحتلال الإسرائيلي.