دعا خليفة الغويل رئيس حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج الذي وصل الاربعاء الى طرابلس، لمغادرة العاصمة الليبية.
وقال الغويل في بيان تلاه عبر التلفزيون “على المتسللين غير الشرعيين ان يسلموا انفسهم او ان يعودوا من حيث اتوا”، مضيفا “دخولكم غير شرعي تتحملون نتائجه الشرعية والاخلاقية والقانونية”.
وقال بدوره نائب رئيس البرلمان غير المعترف به في طرابلس عوض عبد الصادق في تصريح لقناة النبأ الفضائية “نحن في حل من اي التزامات تترتب على دخول ما يسمى بالمجلس الرئاسي”. وتابع “دخلوا بطريقة غير شرعية وغير رسمية للاراضي الليبية دخلوا خلسة بترتيب مع بعض العسكر وبعض الخونة لادخال البلاد في نفق مظلم”.
وقد وصل رئيس حكومة الوفاق المدعومة من الامم المتحدة الى طرابلس اليوم يرافقه عدد من اعضاء المجلس الرئاسي رغم الرفض المعلن من السلطات المنافسة في البلد الغارق في الفوضى.
وبعد ساعات من وصوله، سمع اطلاق نار في وقت مبكر من المساء في طرابلس حيث تم إغلاق العديد من الطرق وعمت حالة من الهلع بحيث كان الناس يحاولون العودة الى منازلهم.
ولم يعرف على الفور مصدر وسبب اطلاق النار، في حين يثير وصول السراج المخاوف من اشتباكات مسلحة في طرابلس بين السلطات المحلية التي يساندها تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا” والجهات المؤيدة لحكومة الوفاق.
وتعارض حكومة الوفاق مجلس الوزراء والبرلمان المقرب من ائتلاف ميليشيا “فجر ليبيا” في طرابلس والحكومة الاخرى القائمة في الشرق والمعترف بها دوليا.
ودعا موفد الامم المتحدة الى ليبيا الى “انتقال سلمي ومنظم للسلطات” بعد وصول السراج. وقال مارتن كوبلر على تويتر “وصول المجلس الرئاسي الى طرابلس يمثل خطوة مهمة في الانتقال الديموقراطي في ليبيا والمسيرة نحو السلام والامن والازدهار”، داعيا الى انتقال “سلمي” للسلطات.
ومن جهته، رحب الاتحاد الاوروبي بما اعتبره “فرصة وحيدة للاتحاد والمصالحة” بعد وصول السراج. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني ان “وصول المجلس الرئاسي الى العاصمة (الليبية) يمثل فرصة وحيدة لليبيين من جميع الفصائل للاتحاد والمصالحة”.
وتحدثت موغيريني عن “مرحلة مهمة في الانتقال الديمقراطي” للبلاد، واعتبرت انه امر “اساسي بالنسبة للمؤسسات واللاعبين والاطراف المعنيين الليبيين بدء دعمهم والعمل مع المجلس وحكومة الوفاق الوطني”.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني ان وصول السراج الى طرابلس يمثل “خطوة الى الامام لاستقرار ليبيا”. وقال “انها خطوة جديدة الى الامام لاستقرار ليبيا، فبفضل تصميم رئيس الوزراء فايز السراج والمجلس الرئاسي بات ممكنا تحقيق تقدم جديد من اجل الشعب الليبي”.
كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ان وصول السراج “خبر سار” ورحب ب”قرار شجاع” بالنسبة لليبيا.
وقد اعلن المكتب الاعلامي للسراج على صفحته في موقع فيسبوك “وصول رئيس واعضاء المجلس الرئاسي الى مدينة طرابلس”. واضاف ان السراج الذي كان الثلاثاء في تونس، وصل على متن الباخرة الحربية الليبية “السدادة” برفقة سفن حماية.
وكان في استقباله كبار ضباط القاعدة البحرية ومسؤولين محليين بينهم حارس الخوجا، وزير الداخلية في السلطة غير المعترف بها في طرابلس.
ووصل السراج مع ستة من الاعضاء التسعة في المجلس الرئاسي بينهم نائبا الرئيس احمد معيتيق وموسى الكوني. وقال معيتيق على صفحته في فيسبوك “اليوم ومن طرابلس عاصمة كل الليبيين سنباشر اعمالنا”.
وحاولت حكومة طرابلس التي تدير العاصمة منذ اكثر من عام ونصف بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا” منع السراج وحكومته من دخول المدينة عبر وقف حركة الملاحة الجوية اكثر من مرة لمنع هبوط طائرة رئيس حكومة الوفاق في مطارها.
واعلنت الجمعة “حالة الطوارىء القصوى” في العاصمة بعد اعلان حكومة الوحدة الوطنية عن رغبتها في الانتقال قريبا الى طرابلس.
وقد ولدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام وقعه برلمانيون ليبيون في كانون الاول/ديسمبر برعاية الامم المتحدة. واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي. وهو مجلس منبثق عن الاتفاق ذاته ويضم تسعة اعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة.
ويتراس السراج المجلس الرئاسي ايضا الى جانب رئاسته لحكومة الوفاق. وتحظى حكومة الوفاق بدعم الامم المتحدة ودول كبرى لا سيما الاتحاد الاوروبي، الا انها تواجه بالرفض من قبل السلطتين المتنازعتين على الحكم في ليبيا واللتين تطعنان في شرعيتها.
ويخشى سكان في العاصمة ان يؤدي دخول الحكومة الى طرابلس رغم معارضة سلطاتها لها الى اشتباكات بين الجماعات المسلحة الموالية للسلطات التي تدير المدينة، والجماعات التي قد تنحاز لحماية حكومة الوفاق.