تجول المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر سيرًا على الأقدام بصحبة مرافقيه في المدينة القديمة بالعاصمة طرابلس قرب ساحة الشهداء؛ حيث تبادل الأحاديث مع بعض رواد المقاهي، والتقط الصور معهم، بحسب مراسل وكالة «فرانس برس».
ووصل كوبلر وفريقه الأممي إلى طرابلس عن طريق مطار معيتيقة، وهو المطار الذي كانت السلطة غير المعترف بها دوليًا في طرابلس قد علقت الحركة فيه أكثر من مرة في محاولة لمنع وصول حكومة السراج إليه.
ويرى الخبير في الشؤون الليبية في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتييا توالدو: «إن زيارة كوبلر إلى طرابلس بعدما منعته حكومة الغويل في أكثر من مرة من الهبوط في مطارها ودخولها، تظهر مدى سيطرة حكومة الوفاق على طرابلس».
ويسود طرابلس منذ وصول حكومة الوفاق الوطني إليها أمل جديد بأن تشهد البلاد الغنية بالنفط أخيرًا بداية نهاية أزمتها السياسية والأمنية والاقتصادية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وأعلنت تونس، الاثنين، إعادة فتح سفارتها وقنصليتها في طرابلس بعدما كانت أغلقتهما على التوالي في 2014 و2015 إثر خطف عدد من موظفيهما.
في باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، إثر محادثات مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، اليوم: «تلقينا بسعادة كبيرة قرار تونس إعادة فتح سفارتها في طرابلس».
وأضاف أن «مسألة إعادة فتح سفارتنا قيد البحث ونتمنى أن تستقر الأوضاع»، مشيرًا إلى أن بلاده مستعدة أيضًا «لمساعدة الحكومة الليبية في مسألة الحفاظ على أمنها إذا طلبت منا ذلك».
ويتطلع المجتمع الدولي إلى استقرار حكومة السراج بشكل كامل في طرابلس لمساندتها في مواجهة خطر تمدد تنظيم «داعش» في ليبيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية نحو أوروبا.
وتشير زيارة كوبلر التي تنقل خلالها في العاصمة للقاء ممثلين عن مجالس بلديات طرابلس الكبرى، إلى تصاعد نفوذ حكومة الوفاق الوطني في المدينة، في مقابل تلاشي نفوذ السلطة المنافسة التي يترأس حكومتها خليفة الغويل.