من الواضح أن السدود التي تبنيها إثيوبيا ليست لهدف تنموي أو اقتصادي كما تدعي، بل إن أديس أبابا أعلنت الحرب الخفية على جيرانها من خلال تلك السدود.
ففي الآونة الأخيرة أقامت إثيوبيا سدودا تمنع بها تسرب المياه من المنابع الممتدة من على مرتفعات أراضيها إلى المناطق المنخفضة المتجهةللحدود الصومالية.
وفي هذا السياق قال موقع أوول أفريكا إن الحديث عن بناء سد فى الإقليم السادس الصومالى الإثيوبى وبالتحديد فى منطقة غرب مدينة غدى جاء بعد أن جفت روافد نهر شبيلى تمامًا، وأصبحت المياه فيها مجرد أثر، وذلك بعد أن تحولت الأودية فيها إلى مناطق يابسة جرداء، يتخذها العابرون سبيلًا، بل وتحولت أحواضه إلى ملاعب للأطفال.
وتعتمد الصومال بشكل رئيسي على مياه نهر شبيلي، التي تأتي من إثيوبيا، لكنها جفت؛ مما تسبب في جوع الصوماليين وجفاف بلادهم.
وأضاف الموقع أن إثيوبيا، وفي ظل سياساتها الحالية في التوسع ببناء السدود العملاقة لأغراض الري والطاقة، لن تتردد لحظة في الاستفادة القصوى والسلبية من نهر شبيلي أو جوبا، إذا ما ارتأت فيه مصلحتها القومية، خصوصًا في ظل شراهتها الحالية للحصول على تيارات مائية عملاقة؛ لتوليد الكهرباء، إلى جانب الاستصلاح الزراعي.
ويوجد فى الصومال عدة أنهار فرعية، مثل: دجهان، طرور، نجال، بيواوداى في الشمال الشرقي والغربي، وكلها لا يستفاد منها قبل أن تصب في البحر الأحمر والمحيط الهندى في نهاية المطاف. أما عن الأنهار الرئيسية فهي جوبا بمساحة 1030 كم، ويعتبر الأكثر استغلالا رغم أن شبيلي أكبر منه مساحة، لكن نهر شبيلي الممتد 800 كم داخل أراضي الصومال قادما من منطقة اجيسو، يمر على 3 محافظات، أولها بلدة افرعدّومن محافظة هيران، وعندما يصل إلى بلعد من محافظة شبيلي الوسطى، ينعطف إلى ناحية الجنوب الغربي باتجاه مركة ونواحيها بحكم الطبوغرافية وارتفاع الشريط الساحلى فيها.
وفى ظل العطاء الغزير لهذا النهر (جوبا)، والبالغ نحو 2,384 مليار متر مكعب سنويا، فإننا إذا قسمنا هذه الكمية المائية على عدد السكان فى هذه المحافطات، وهى مليونان وثلثمائة نسمة حسب إحصائية وزارة التّخطيط الصومالية، فإن نصيب الفرد فيها يكون فقط 1036 مترا مكعبا سنويا.