شهدت إفريقيا، طبقًا لمؤشر الإرهاب العالمي، في عام 2014 تصاعدًا ملحوظًا في عدد الهجمات الإرهابية، حيث تعد جماعات بوكو حرام بنيجيريا والشباب الصومالية وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميأخطر الشبكات الإرهابية في إفريقيا، وأدت عملياتهم إلى مقتل آلاف الأشخاص في العامين الماضيين.
وثمة روايات تقشعر لها الأبدان رواها بعض الناجين، حيث يتم حرق الناس وهم أحياء، كما يتم سبي الأطفال والنساء. وفي كينيا تصاعدت حدة هجمات جماعة الشباب الصومالية، فقُتِل نحو خمسمائة شخص مدني ونحو ثلاثمائة من مسؤولي الأمن منذ 2010.
وقال موقع دويتش فيله: إذا كانت تجارب التدخل العسكري التي قام بها الاتحاد الإفريقي منذ عام 2002 تتسم بالمحدودية، أو أنها تمت بتوجيه ودعم دوليين، فإن الزعماء الأفارقة استشعروا خطر بوكو حرام على عروشهم، فقرروا تكوين قوة تدخُّل إقليمية قوامها سبعة آلاف وخمسمائة شخص للقضاء على هذا التنظيم.
ويبدو جليًّا أن الأجندة الإفريقية في محاربة الإرهاب تركز على التعامل الأمني أكثر من اهتمامها بالاقتراب الناعم، الذي يتعامل مع الأسباب الحقيقية، التي تؤدي إلى التطرف الفكري والإرهاب.
وعقد الخميس الماضي مؤتمر أمني في إثيوبيا؛ لمناقشة مكافحة التطرف ومنع الأزمات الديمقراطية في إفريقيا. ويعتبر هذا المؤتمر هو الأول من نوعه في القارة الإفريقية.
وهناك حوالي 60 من كبار قادة إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، يجتمعون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ لتبادل الأفكار حول الكيفية التي يمكن أن يعملوا بها معًا لمحاربة الإرهاب ومنع وقوع الأزمات في شمال وشرق إفريقيا.
والسؤال هنا: لماذا تم اختيار أديس أبابا كمكان لعقد المؤتمر؟
ويبدو أن اختيار أديس أبابا ليس كما قال منظمو مؤتمر ميونخ لأنها مقر الاتحاد الإفريقي، ولأنهم يعتقدون أنه من المهم أن قدرة المجتمع الإفريقي تأتي من الدول للعمل معًا من مقر المنظمة التي تجمعهم للحفاظ على أمنهم، ولكن لأن الحكومة الألمانية تدعم إثيوبيا في السنوات الأخيرة، وتدعم حكومتها، وتتغاضى عن أفعالها الوحشية ضد متظاهري أورومو، ولأن أديس أبابا تعتبر أول نقطة دخول لألمانيا في إفريقيا بشكل واضح وصريح.