يستحضر الجزائريون هذه الأيام الذكرى السادسة والثلاثين لأحداث 20 أفريل 1980
والتي انطلقت شرارتها الأولى مع "منع" الروائي مولود معمري من إلقاء محاضرة له بجامعة تيزي وزّو حول "اللغة والتراث الأمازيغي" مطلع مارس من ذات السنة، حيث تطوّرت الأحداث وتسارعت، بفعل الاحتجاجات الطلابية التي توسعت لتشمل تلاميذ الثانويات، قبل أن يدخل عمال المؤسسات الاقتصادية العمومية على خط "المواجهة" مع السلطات العمومية، إذ تحركّت وقتها كل "الخلايا السريّة" الناشطة في سبيل القضية الأمازيغية على عهد الحزب الواحد، والذي حضر كل الأفكار والتوجهات التي لا تتماشى ورؤيته لسياسة الدولة العامة في كل أبعادها.
الشعور بالتهميش والإقصاء الثقافي، في ظلّ مساعي القبضة الحديدية التي حاولت السلطة، عبر قوات الأمن العمومية، فرْضها على المتظاهرين من الفئات الطلابية والعمالية والشعبية، حوّلت الأحداث إلى مواجهات غير مسبوقة بين الطرفين، لكنها شكّلت منعرجا حاسما في تكريس المطالب الثقافية الأمازيغية، حيث صنع الربيع الأمازيغي أرضية انطلاق جديدة، ستتبلور مع عقد الثمانينات من القرن العشرين، ليستفيد من مرحلة الانفتاح السياسي، إذ أصبح أوضح تعبيرا عن شعاراته الثقافية والسياسية، ليتوّج عام 2002، في أعقاب الربيع الأسود، بدسترة الأمازيغية كلغة وطنية، وبعد 14 عاما سترفع إلى مقام اللغة الرسمية في دستور 2016 .
اليوم، وفي الذكرى السادسة والثلاثين للربيع الأمازيغي، تفتح "الشروق" دفاتر الأحداث بيومياتها وتفاصيلها، حيث تستنطق صانعيها، ومن كانوا شهود عيان على مجرياتها، ليقولوا الحقيقة كاملة كما عايشوها ذات ربيع من عام 1980 .