تأجل وصول رئيس المتمردين في جنوب السودان ريك مشار مرة أخرى، بينما وصل، الإثنين، رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي المعارض سايمون قاروج دول برفقة 121 جندياً محملين بالأسلحة إلى عاصمة جنوب السودان جوبا.
ويجىء وصول دول وجنوده بعد يوم من منح جوبا إذناً للطائرة التي تقل وفد المعارضين المسلحين بمن فيهم نائب الرئيس المعين رياك مشار بالهبوط في مطار جوبا.
وكان في إستقبال دول والقوات المرافقة له في مطار جوبا كبير مفاوضي المعارضة المسلحة تعبان دينق قاي بجانب بعض كبار مسؤولي المعارضة بمن فيهم الجنرال جيمس كوانق شول وجنرال مارتن كيني وعدد من صغار الضباط.
ومن الجانب الحكومي حضر مراسم الإستقبال في مطار جوبا اللواء ماريال شاندونق يول وبعض المسؤولين.
وطمأن رئيس هيئة أركان الجيش المعارض الشعب الجنوبي أن عودته تعتبر مؤشراً لعودة السلام والاستقرار للدولة الوليدة مؤكداً أن "شعب الجنوب شعب موحد تحت قيادة رئيس واحد".
وقال جيمس جاديت داك المتحدث بإسم رياك مشار، إن بقية جنود المعارضة البالغ عددهم 70 جندياً سيصلون في وقت لاحق دون أن يعطي تفاصيل أخرى.
لكن سكرتير عام الهيئة القومية لدعم السلام بجنوب السودان استيفن لوال، قال إن تخلف مشار أكثر 12 مرة ربما يدفع رئيس اللجنة المشتركة للمراقبة والتقييم التابعة لإيقاد فيستوس موجاي وحكومة الجنوب في التفكير في بدائل، خاصة بعد الارتباك الذي احدثه تأخر مشار في جدول انفاذ اتفاق السلام الذي كان مقرر في 12 أبريل الحالي.
واستبعد لوال في حديث مع "سودان تربيون" أن يكون تأخر مشار مرتبط بمسائل لوجستية، قائلا إن زعيم المتمردين ما زال متوجسا بسبب الخوف على سلامته الشخصية في جوبا فضلا عن الأحداث القبلية على الحدود الجنوب سودانية والأثيوبية في مقر اقامته حاليا في قمبيلا.
وأبدى تشاؤما حيال عملية السلام لعدم توفر الإرادة لدى الحكومة والمتمردين، مشيرا إلى ان عدم وجود استقبال شعبي لرئيس أركان قوات مشار لديه دلالات غير جيدة تثبت أن الأيام القادمة ستشهد مزيد من التعثر والتماطل.
وتوقع لوال أنه حال تأخر مشار فإن رئيس اللجنة المشتركة للمراقبة والتقييم التابعة لإيقاد لن يكون أمامه سوى رفع الامر لهيئة ايقاد والدول الراعية لاتفاق السلام، خاصة وأنه سبق أن أمهل مشار حتى السبت الماضي.
ووفقا لاتفاق موقع برعاية أممية، من المقرر تشكيل حكومة انتقالية، وعودة مشار إلى العاصمة لاستلام مهام نائب رئيس البلاد، بموجب تطبيق اتفاق السلام المتعثر بين الطرفين الموقع في أغسطس 2015 بأديس أبابا.
وبدأت حرب أهلية أودت بأرواح آلاف القتلى المدنيين والعسكريين ونزوح أكثر من مليوني نسمة في بلد عدد سكانه 11 مليونا، منذ أكثر من عامين في ديسمبر 2013، وذلك بعد مرور سنوات قليلة من الاستقلال عن السودان.