يتواصل إغلاق معبر رأس جدير الحدودي المشترك بين تونس وليبيا، بعد قرار من الجانب الليبي جاء على خلفية صعوبات تعترض دخول الليبيين إلى تونس بسبب احتجاجات تشهدها مدينة بنقردان التونسية،
على خلفية توقف نشاط عدد من تجارها الذين عمدوا إلى غلق الطريق أمام حركة المسافرين والبضائع. واقتصرت الحركة بالمعبر على عودة الليبيين ودخول بعض الحالات المرضية الاستعجالية إلى تونس، فيما توقف النشاط التجاري وحركة المسافرين، بحسب وكالة الأنباء التونسية.
وكان الناطق الرسمي للمعبر الليبي حافظ معمر قد أوضح أن فتح المعبر غير مطروح في الوقت الراهن، في ظل عدم وجود أي بوادر لمفاوضات رسمية بين مسؤولين من البلدين لإعادة فتحه وفق الشروط التنظيمية المطلوبة، والتي تضمن سلامة وأمن كل مسافر في الاتجاهين، وتضمن سيولة النشاط التجاري حسب ما يفرضه القانون عبر هذا المعبر السيادي، حسب قوله.
ومن جهته قال محافظ مدنين التونسية إن اتصالات مكثفة على مستوى المجتمع المدني، إلى جانب اتصالات رسمية مركزيا جارية حاليا لتذليل الصعوبات المطروحة. وأشار إلى أن الجانب الليبي عبر عن استعداده لتذليل الصعوبات وخاصة على مستوى السلع، على أن يتم التوصل في الأيام المقبلة إلى حل. وكان معبر رأس جدير الحدودي المشترك الذي يقع جنوب شرقي تونس ويبعد أكثر من 597 كلم عن العاصمة التونسية كان قد أغلق أواسط الشهر الماضي، على خلفية قطع محتجين تونسيين لطريق في مدينة بن قردان وإيقاف السيارات الليبية الوافدة إلى تونس.
ويشتكي المحتجون من تعثر أنشطتهم التجارية على الحدود مع ليبيا، وتعرضهم للمضايقات من جانب الأمن الليبي، حيث يؤكدون منعهم من جلب سلع من ليبيا، حيث أن أغلب أهالي مدينة بن قردان القريبة من الحدود ينشطون في التجارة الموازية، ويستوردون السلع والبنزين من ليبيا. ويشهد المعبر في راس جدير بشكل دائم مثل هذه الاحتجاجات كلما تعطلت أنشطة التجارة في المنطقة،حيث يعتبر هذا المعبر شريان الحياة للنشاط التجاري بين البلدين، لكن الأزمة السياسية العاصفة بليبيا منذ نحو خمس سنوات زادت من حدة الصعوبات الاقتصادية في جنوب تونس.