دور رائد تقوم به قوات حرس الحدود في حماية وتأمين جميع الأراضي المصرية لصد أي عدوان خارجي ومكافحة عمليات التسلل والتهريب عبر الأراضي المصرية، ضمن المنظومة المتكاملة للقوات المسلحة لتأمين البلاد، وبمناسبة احتفال مصر بأعياد تحرير سيناء وذكرى استرداد طابا الذي يوافق 25 أبريل / نيسان من كل عام، نظمت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة جولة عسكرية للإعلاميين داخل قيادة حرس الحدود شاركت فيها بالتغطية شبكة الإعلام العربية "محيط" فيما يلي تفاصيلها.
في البداية أكد اللواء أركان حرب السيد مبروك، قائد قوات حرس الحدود، على المهام الرئيسية لقواته والتي تتمثل في فرض السيطرة وتحقيق السيادة على كافة الأراضي المصرية ومنع عمليات التسلل والتهريب غير الشرعية من وإلى البلاد، ومراقبة واستطلاع النقاط الحدودية المتلامسة مع الدول المجاورة.
مشيرا إلى الظروف التاريخية التي نشأت في ظلها هذه القوات منذ العام 1878، وكونها أول قوات دخلت سيناء بعد التحرير يوم 26 مايو / أيار 1979، حين رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل، وهو التاريخ الذي اتخذته قوات حرسا الحدود عيدا لها للاحتفال بيوم تفوقها.
وقدم اللواء مبروك عرضا شارحا للمهام التي تقوم بها قوات حرس الحدود لتأمين حدود مصر البرية والساحلية في نطاق يبلغ 5580 كم عبر منظومة متكاملة من الاستطلاع والمراقبة تشمل رادارات المراقبة الأرضية والساحلية وأجهزة ومعدات الرؤيا والمراقبة الليلية، وأجهزة تحديد المسار (G.B.S) بخلاف لنشات المرور القريب والسريع والدراجات المائية وطائرات الاستطلاع الخفيفة.
هذا إلى جانب منظومة التأمين والسيطرة والتي تضم موتوسيكلات الدفع الرباعي والعربات الخفيفة والعربات المواجهة للغرس وأجهزة الاتصال اللاسلكية وأجهزة الكشف عن المخدرات والمفرقعات، وفق أحدث الأساليب المتبعة في أكثر دول العالم تقدما.
وبخصوص الطبيعة الشائكة لحدود سيناء، فقد أكد اللواء مبروك على أنها تعتمد على المنظومة السابق شرحها إضافة إلى تأمين جميع المعابر والمعديات والمنافذ المؤدية من الضفة الشرقية إلى الغربية والعكس، وكذلك تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس علاوة على الدور الذي تقوم به قوات حرس الحدود في مكافحة زراعات المخدرات في شبه جزيرة سيناء وخصوصا نبات البانجو المخدر، بخلاف الحملات المكبرة التي تشترك فيها القوات الجوية والوحدات الميدانية ووزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات.
وقد أسفرت هذه الجهود عن تدمير أكثر من 100 مزرعة بانجو بمساحة إجمالية تقدر بـ 39 فدان، و1725 مزرعة خشخاش بإجمالي 517 فدان و5125 كجم بانجو جاف تركزت في أكثر من 174 منطقة ووادي.
وأوضح قائد قوات حرس الحدود إسناد مهمة جديدة لقواته ألا وهي تأمين الحدود الشمالية الشرقية مع قطاع غزة، بناء على أوامر المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وقد أثبتت قوات حرس الحدود أنها على قدر كبير من المسئولية التي كلفت بها من القيادة العامة للقوات المسلحة في جميع المواقف التي مرت بها ومنها على سبيل المثال خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة أوائل العام الماضي.
وتوجه أحد الحاضرين بسؤال لقائد قوات حرس الحدود حول عدم تدخل القوات رغم صدور تجاوزات من الجانب الفلسطيني أسفرت عن مقتل المقدم ياسر فريج والمجند احمد شعبان، وجاء رد اللواء مبروك ليؤكد على أقصى درجات ضبط النفس التي يتحلى بها رجال حرس الحدود خصوصا في مواجهة أشقائهم الفلسطينيين الذين يعتبرونهم مدنيين لا يجوز قتالهم حتى ولو خرجت منهم رصاصات ضدنا.
بل على العكس من هذا يتولى قادة وأفراد حرس الحدود تقديم كافة المساعدات اللازمة للإخوة الفلسطينيين عن طريق السماح بمرور المساعدات الإنسانية اللازمة وكذلك عبور المرضى الفلسطينيين للعلاج بالمستشفيات العسكرية المصرية.
وقد توجه مندوب "محيط" بسؤال لقائد قوات حرس الحدود حول ما يشاع عن اشتراك دول أخرى مع مصر في بناء الجدار الفولاذي، الأمر الذي نفاه اللواء مبروك جملة وتفصيلا، أما عن الشق الثاني من السؤال حول وجود نقاط حدود مصرية هادئة، فأكد اللواء مبروك أنه ليست هناك حدود هادئة سواء على النطاق العسكري أو عمليات التسلل والتهريب.
وأوضح اللواء مبروك أن هناك دور أساسي تقوم به قوات حرس الحدود لدعم مسيرة التنمية خصوصا في سيناء سواء في مجال الثروة البترولية والتي تشتمل على تسهيل عمل الشركات البترولية خلال عمليات التنقيب في الأراضي أو في أعماق البحار، وكذلك في قطاع السياحة حيث تقوم قوات حرس الحدود بالإشراف والمتابعة لجميع رحلات السفاري البحرية بمناطق البحر الأحمر وجنوب سيناء.
أما في مجال الثروة السمكية فتعتبر قوات حرس الحدود إحدى الجهات المختصة بالمحافظة على مخزون الثروة السمكية للدولة بالتعاون مع الهيئات المعنية ومكافحة مخالفات الصيد خلال فترات الحظر، وكذلك حراسة المحميات الطبيعية كمحمية رأس محمد وغيرها ضمن جهودها لخدمة الثروة البيئية.
كما تساهم قوات حرس الحدود في الحد من ظاهرة تلويث الشواطئ والسواحل وتمنع عمليات الصيد الجائر للطيور المهاجرة على النحو الذي تفرضه قواعد وقوانين حماية البيئة بالطرق الصحيحة.