قررت النيابة العامة المصرية الاثنين حبس صحافيين معارضين اثنين 15 يوما بتهم التحريض على مؤسسات الدولة وقلب نظام الحكم والتحريض على التظاهر، غداة مداهمة الشرطة لمقر نقابة الصحافيين في القاهرة لتوقيفهما، حسب ما افادت مصادر قضائية.
وداهمت الشرطة المصرية مساء الاحد مقر نقابة الصحافيين المصريين في وسط القاهرة والقت القبض على الصحافيين المعارضين عمرو بدر ومحمود السقا اللذين كان صدر قرار بتوقيفهما من النيابة العامة لاتهامهما بالتحريض على التظاهر.
واثار الاعتقال غضبا كبيرا في الاوساط الصحافية ما دفع نقابة الصحافيين الى المطالبة باقالة وزير الداخلية اثر ما اسمته “هجمة بربرية واعتداء صارخا على كرامة الصحافة والصحافيين ونقابتهم” باقتحام الامن لمبنى النقابة.
وقررت نيابة شبرا الخيمة مساء الاثنين “توقيف عمرو بدر ومحمود السقا 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهم التحريض على التظاهر والدعوة للتجمهر والدعوة لقلب نظام الحكم والتحريض على مؤسسات الدولة”، حسب ما افاد مسؤول قضائي.
وعمرو بدر يترأس موقع “بوابة يناير” الالكتروني المعارض لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي ويعمل محمود السقا صحافيا بالموقع نفسه.
وكان الصحافيان المعارضان معتصمين في مقر النقابة بعد قرار القاء القبض عليهما بتهم التحريض على التظاهر في مخالفة لقانون التظاهر المثير للجدل الذي صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
وكتب بدر الجمعة على صفحته على فيسبوك ان قوات الشرطة داهمت منزله ومنزل السقا ثم اعلن الصحافيان بعد ظهر السبت انهما باشرا اعتصاما في مقر نقابة الصحافيين احتجاجا على “التعسف الامني واقتحام منزلينا”.
وكان عمرو بدر اعلن على فيسبوك انه سيشارك في التظاهرات التي نظمت في 15 تيسان/ابريل الماضي احتجاجا على الاتفاقية التي وقعتها الحكومة المصرية مع السعودية والتي تمنح الاخيرة السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في مضيق تيران عند المدخل الجنوبي لخليج العقبة.
والقت الشرطة بعد هذه التظاهرة وتظاهرة ثانية في 25 نيسان/ابريل القبض على اكثر من 1200 ناشط مازال عشرات منهم محبوسين باتهامات تتعلق اساسا بخرق قانون التظاهر، وفق جبهة الدفاع عن متظاهري مصر التي تضم مجموعة من المحامين الذين يتابعون توقيف النشطاء والمعارضين.
كما القت قوات الامن القبض في 25 نيسان/ابريل على 33 صحافيا اثناء تغطيتهم التظاهرات، الا انه تم ا لافراج عن معظمهم بعد ساعات.
وتحول مقر نقابة الصحافيين في القاهرة مؤخرا الى منبر لحرية التعبير في مصر بعد التضييق الامني على التظاهر.
وتصدرت مداهمة قوات الامن لمقر نقابة الصحافيين عناوين الصحف المصرية الصادرة الاثنين.
وقالت صحيفة المصري اليوم المستقلة “الامن يقتحم نقابة الصحافيين في (سابقة تاريخية)”.
ومنذ ان اطاح السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع، بالرئيس الاسلامي محمد مرسي، بدأ حملة قمع دامية ضد جماعة الاخوان المسلمين امتدت بعد ذلك الى الناشطين الليبراليين واليساريين الذين برزوا خلال الثورة على حسني مبارك عام 2011 والذين يقبع العديد منهم الان في السجون.