أثار قيام فصيل طلبة البرنامج المرحلي ـ النهج الديمقراطي القاعدي (يسار متطرف) بحلق "شعر" عاملة في مقصف كلية العلوم بمكناس (شمال شرق الرباط)، موجة غضب شعبية متصاعدة، وسط صمت مفاجئ للجمعيات الحقوقية.
وافاد موقع "عربي 21" الخميس، ان الفصيل المتطرف أقام للعاملة "محاكمة" واتهمها بالعمالة لأجهزة الأمن، قبل أن يقرر تنفيذ العقوبة بحقها، من خلال حلق شعرها بالكامل، كما حلق حاجبيها، وتم صفعها 40 صفعة.
وكان عناصر من الفصيل الطلابي قاموا بالاعتداء على عاملة بمقصف كلية العلوم بجامعة المولى إسماعيل بمكناس (شمال)، بالسلاح الأبيض أمام جميع الطلبة من خلال محاكمة جماهيرية، قبل أن يقوموا بحلق شعرها وإزالة حاجبيها بالكامل.
واكد شهود عيان انه عندما حاولت شقيقة الضحية، التي تساعدها في العمل، التدخل لإنقاذها، وجدت نفسها ضحية اعتداء بالسيوف نقلت على إثره إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس لتلقي العلاج.
وتحولت وسائط التواصل الاجتماعي إلى منصات للهجوم على الدولة وأجهزتها الأمنية التي اتهمها النشطاء بالتقاعس عن حماية المواطنين، خاصة وأن هذا الفصيل الطلابي معروف بأنه ينهج العنف ويستعمل السلاح الأبيض عند حل الخلافات.
وعبر مجموعة من النشطاء المغاربة عن إدانتهم للاعتداء غير المبرر من طرف فصيل طلابي متهم بخدمة أجندات سياسية لحزب معارض، واستنكروا صمت الجمعيات والهيئات الحقوقية التي "يصيبها الخرس" كلما تعلق الأمر بالفصيل الطلابي "المسلح"، في مقابل أنها تنتفض إزاء قضايا توصف بـ"العادية".
وطالبوا بمعاقبة المتورطين في الاعتداء على الفتاة القاصر وأختها بأقصى العقوبات، وبمحاربة المجموعات الإجرامية التي تنشط داخل الحرم الجامعي وتهدد حياة الطلبة ومن بينها فصيل ما يعرف بالبرنامج المرحلي المنتمي للنهج القاعدي.
من جهتها، أعلنت السلطات الأمنية، توقيف طالبين جامعيين وذلك للاشتباه في تورطهما في قضية الاعتداء بالضرب والجرح العمدين وحلق شعر العاملة بمقصف الكلية.
وأوضحت التحريات الأمنية أن الموقوفين شاركا بشكل مباشر في الاعتداء الجسدي على فتاة تعمل بمقصف الجامعة، وذلك بعد أن تم تكبيل يديها وحجب رؤيتها بواسطة وشاح قطني وحلق شعر رأسها بشكل قسري.