أكد والي شرق دارفور أنه لم يكن طرفا في أحداث "تور طعان" بين قبيلتي المعاليا والرزيقات التي أسفرت عن الهجوم على منزل الوالي في الضعين، ودعا خلال لقاء مكاشفة نظمه حزب المؤتمر السوداني المعارض لحقن الدماء ونبذ القبلية.
وقتل 12 شخصا وأصيب 9 آخرين في اشتباكات عنيفة اندلعت، في 17 أبريل الماضي، بعد أن نصب مسلحون من حركة "السافنا" المحسوبة على الرزيقات كمينا لفزع من قبيلة المعاليا عند منطقة "تور طعان"، ما ادى الي مقتل قائد ثاني الحركة.
وقال والي الولاية أنس عمر لدى مخاطبته لقاء مكاشفة مع القوى السياسية نظمه حزب الموتمر السوداني المعارض بمدينة الضعين عاصمة الولاية، مساء الخميس، إنه لا علاقة له بأحداث "تور طعان" التي راح ضحيتها قيادات حركة "السافنا"، وذلك بعد اتهامات قبلية وجهت للوالي بالتورط في الأحداث.
وكان مسلحون قبليون قد اقتحموا منزل والي شرق دارفور بالضعين وأحرقوه بالكامل وقتلوا الحراس، بعد يوم واحد من تجدد المواجهات بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا.
وأكد أنس عمر خلال اللقاء أنه يعفو عن كل من اتهمه بالتورط أو الوقوف خلف أحداث "تور طعان"، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار بالولاية.
دعا أهالي الولاية للتعاون معه من أجل النهوض بالولاية وتحقيق الأمن والاستقرار والعمل على حقن دماء المواطنين، وطالب المكونات الإثنية بنبذ القبلية والعنصرية وقبول الآخر.
وتعاني شرق دارفور من صراع تاريخي بين الرزيقات والمعاليا منذ العام 1966 بسبب نزاع حول ملكية أراضٍ "حاكورة"، ووقعت عدة صدامات بين القبيلتين راح ضحيتها ألاف القتلى.
وأبدى الوالي تفاؤله بأن لقاء المكاشفة حدد له الملامح الواضحة لإدارة شؤون الولاية، وكشف عن البدء في تنفيذ مشروعات خدمية كبيرة تتمثل في مستشفى الضعين التعليمي بتكلفة 30 مليار جنيه ومطار الضعين والطرق الداخلية، إلى جانب الشروع في بناء 9 وزارات الشهر القادم.
من جانبهم أشار عدد من المتحدثين الى أن السبب الرئيس للأزمة الأمنية بالولاية هو إلتفاف القيادات السياسية حول القبيلة مطالبين بتراضي كافة المكونات القبلية على نظام سياسي يتقبل الآخر والاعتراف بأن القبيلة ليست معيارا أساسيا في تولي المناصب السياسية.