لم تثن نظرات السخرية وعبارات التهكم التي يطلقها بعض رواد النادي ايمي جمال، التي تتدرب على رياضة الملاكمة، عن عزمها على مواصلة تدريباتها من اجل بلوغ غايتها، وهي أن تصبح نجمة عالمية في مجال الملاكمة.
وبحسب "بي بي سي"، قالت ايمي: إنها اعتادت على مثل هذه النظرات الساخرة وإنها لن تلفت إليها "لا يهمني ما يقوله هولاء عني ما دامت أسرتي الصغيرة تشجعني في الطريق الذي اخترته وهم خير معين لي في هذا التحدي".
وتؤكد ايمي التي تحمل شهادة جامعية في مجال اللغة الانجليزية انها قررت خوض تجربة احتراف الملاكمة بالرغم من " القيود الاجتماعية والدينية التي تقف عائقا أمام طريقي".
وأضافت" هنالك الكثير من أهلي ومعارفي حاولوا وضع العراقيل أمام طريقي بالحديث احيانا من ان هذه الرياضة للرجال وهي لا تناسب النساء او التلويح ببعض الفتاوى التي تحرم لعب الملاكمة للنساء ولكن الأمر الجيد هو أن اسرتي تقف معي وتشجعني على الاستمرار في هذه الرياضة".
ويقول أحد هولاء الفتية إنهم لا يجدون حرجا في أن تنضم إليهم إيمي وغيرها من الفتيات من أجل التدريب علي الملاكمة " نحن نرحب بأي فتاة تريد ان تُمارس رياضة الملاكمة وأعتقد أن المرأة السودانية يمكن ان تحقق نجاحات في هذا المضمار ويمكن أن تحقق ميداليات ذهبية لو شاركت في المنافسات الدولية".
"فريق ملاكمة نسائي "
وايمي ليست الفتاة الوحيدة التي تُمارس رياضة الملاكمة بل هنالك نحو عشر فتيات يمارسن هذا النوع من الرياضة في عدد من الأندية المنتشرة في العاصمة الخرطوم.
وبحسب عرفات أبكر، والتي تعتبر من اقدم من مارست الملاكمة في البلاد، فإنه تم الآن تكوين فريق ملاكمة نسائي من اجل " التنسيق وتطوير العمل والنظر في كيفية تمثيل السودان في البطولات الافريقية وغيرها".
وأضافت، بعد أن انضمت إلى إيمي في تدريباتها "نريد ان نحقق طموحاتنا عبر الفريق النسوي وتفادي المشكلات التي تواجهنا باستمرار مثل قلة ملاعب التدريبات والمعدات الرياضية المساعدة وعدم وجود اهتمام كاف من الجهات الرسمية مثل وزارة الرياضة".
ويقول المدرب حمد يوسف، الذي يشرف على تدريبات الفتيات، إنه يتوقع أن تحقق الفتيات السودانيات نجاحات ممكنة في المنافسات الدولية لو تم توفير البيئة المناسبة لهم.
وقال يوسف" فعليا شاركت احدى الملاكمات السودانيات في البطولة الافريقية في الكونغو العام الماضي وخسرت في البطولة بسبب قلة الخبرة".
واضاف قائلا "الآن نحن نعد فريقا جديدا من الفتيات الملاكمات وهنالك إرادة قوية وخامات ممتازة وما ينقصنا هو الاهتمام الرسمي".
" رشاقة ودفاع عن النفس"
وتقول إحداهن انها قررت أن تُمارس رياضة الملاكمة حتي تدافع عن نفسها: "قررت الاشتراك في الملاكمة وتحمل هذا التعب حتى أستطيع الدفاع عن نفسي من أي خطر محتمل خاصة من حالات التحرش التي التي لاحظت انها بدأت في التزايد خلال الفترة الاخيرة".
اما خالدة عبد الرحمن، والبالغة من العمر عشرين عاما، فتقول إنها لجات للملاكمة "من أجل الرشاقة ونقص الوزن. لا أسعى إلى الاحتراف ولكنني أريد أن أخفف وزني وأبدو رشيقة وجميلة".