تحتفل جمهورية مصر العربية هذه الأيام بأعياد تحرير سيناء وذكرى استرداد طابا الذي يوافق 25 أبريل / نيسان من كل عام، وفي هذا الإطار نظمت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة جولات عسكرية شملت عدة زيارات للأراضي التي تم تحريرها وكذلك عدة لقاءات مع قادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة.
وقد حرصت شبكة الإعلام العربية "محيط" على التواجد الميداني في هذه الاحتفالات حيث شاركت في عدة لقاءات كان على رأسها حضور المؤتمر الإعلامي الذي عقده اللواء أركان حرب صدقي صبحي، قائد الجيش الثالث الميداني، الذي كشف خلاله العديد من النقاط المضيئة فيما يتعلق بظروف نشأة هذا الجيش في أعقاب هزيمة 5 يونيو / حزيران 1967، وكذا المهام الحساسة التي يكلف بها.
وقد أوضح اللواء أركان حرب صدقي صبحي دور وحدات الجيش الثالث الميداني في مهام تأمين خط الحدود الدولية المصرية داخل نطاق المسئولية من منطقة العوجة شمالا إلى شرم الشيخ جنوبا بمواجهة 402 كم بعناصر من القوات بالتعاون مع قوات حرس الحدود وعناصر الأمن المركزي، إضافة إلى تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس كأحد الأهداف الإستراتيجية ومصادر الدخل القومي لمصر.
كما ركز في حديثه على تنوع الأنشطة التدريبية التي تنفذها وحدات وتشكيلات الجيش الثالث الميداني، مشيرا إلى اعتبار رفع الكفاءة القتالية بمثابة الركيزة الأساسية لبناء الفرد المقاتل لتنفيذ المهام العسكرية بأقل أو حتى بدون خسائر، وتنبني قواعد التدريب على أساس أن العدو المنتظر جيد التدريب ومتطور في تنظيمه وتسليحه، وهو ما يتطلب من القادة ضرورة الفهم الواضح لمبادئ التدريب وعلى رأسها رفع الروح المعنوية وتنمية روح القتال واستخدام وسائل حديثة للقتال وقبل كل هذا دراسة العدو من جميع أبعاده بشكل دقيق.
وهو ما يترجم إلى أنشطة تدريبية تنفذها وحدات قتالية وتشكيلات الجيش الثالث الميداني ومنها ما يخص تدريب القادة وهيئات القيادة مثل المباريات الحربية ومشروعات مراكز القيادة، كما أن منها ما يخص تدريب القوات مثل المشروعات التكتيكية بجنود وتدريبات الرماية بالذخيرة الحية وكذلك البيانات العملية.
كما تحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على توفير سبل الراحة للفرد المقاتل في شتى المجالات بداية من رفع كفاءة أماكن إعاشة الجنود داخل الوحدة، وإنشاء المطاعم الحديثة وتزويدها بأحدث معدات الطهي وإنتاج الخبز، وكذا توفير الرعاية الطبية الشاملة للجنود داخل الوحدات وتطوير القطارات الحربية لتوفير أقصى درجات الأمان والراحة لأفراد القوات المسلحة خلا تنقلاتهم سواء في الإجازات أو المأموريات.
ولا يقتصر دور الجيش الثالث الميداني على هذه المهام الحربية، بل يمتد للتعاون مع القطاع المدني في نطاق المسئولية الاجتماعية ودعم مسيرة التنمية الشاملة، حيث تعقد الدورات التدريبية الثقافية وتتنوع برامج اللياقة البدنية لتنفيذ توجيهات المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة أ
وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وفي هذا الصدد تم تشييد إستاد رياضي على أعلى مستوى معماري وهندسي يسع 45 ألف متفرج وتتولى مجموعة سيطرة من الجيش الثالث الميداني تشغيله والتحكم في مرافقه الرئيسية.
وفي إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي من الاحتياجات والمشاركة في التنمية الشاملة، قام الجيش الثالث الميداني بإنشاء العديد من الصوب الزراعية إلى جانب الزراعات المكشوفة، وفي مجال الثروة الحيوانية أنشأت وحدات الجيش مزارع تسمين مواشي ومصنع بدر للألبان إلى جانب مشروعات تربية الأغنام والثروة الداجنة بخلاف المزارع السمكية، وكل هذا في إطار إشراك الجيش في تنمية المجتمع المدني بما لا يؤثر على الكفاءة القتالية.
وبخصوص علاقة الجيش الثالث الميداني ببدو سيناء، أكد اللواء صدقي على الدور الذي تلعبه قيادة وأفراد الجيش في رفع مستوى معيشة أهالي وسط وجنوب سيناء واللقاءات الدورية مع شيوخ القبائل للتواصل مهم والتعرف على متطلباتهم في كافة المجالات، وتشجيع أهالي سيناء على الالتحاق بالكليات العسكرية والتطوع بالقوات المسلحة، كما يتم تقديم خدمات رعاية صحية واجتماعية واقتصادية لهم.
وركز قائد الجيش الثالث الميداني على دور وحدات الجيش في مساعدة الأهالي على مواجهة المحن والأزمات ضاربا المثال بأزمة السيول التي اجتاحت قرية أبو صويرة وما قدم للمنكوبين من إغاثة ورعاية وإعاشة ونجدة وإخلاء باستخدام التجهيزات الحديثة للجيش من قوارب مطاطية وكذا إنشاء معسكر إيواء عاجل بطاقة 500 فرد.
وردا على سؤال "محيط" حول الاستعدادات الخاصة التي يتميز بها الجيش الثالث الميداني في ظل منطقة ساخنة تموج بالتوترات والمواجهات، أفاد اللواء صدقي صبحي بالتأكيد على أن هذه الظروف تفرض وبلا شك حالة طوارئ واستنفار دائمين لتبقى أعين قادة وأفراد الجيش الثالث الميداني يقظة ومستعدة لمواجهة أية مفاجآت.
مضيفا أن هذه الطبيعة تفرض استمرار عمليات التدريب الحربية وتغيير الخطط القتالية وكذلك التسلح بأحدث الإمكانيات التي تساعد على تنفيذ المهام المنوطة بالجيش الثالث وذلك بالتنسيق مع قادة الأفرع الرئيسية وباقي وحدات القوات المسلحة.