«عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في الخارج، عادة ما تكون الشركات واثقة من التوجه نحو الاقتصاد الافريقي». هكذا تقول دراسة جديدة من قِبَل مبادرة المسار السريع للاستشارات.
وفي شرق إفريقيا على وجه الخصوص، أصبحت أكثر جاذبية للشركات الأجنبية. لكن المستثمرين لا يزال لديهم مخاطر قبل اتخاذ تلك الخطوة. وعدم الاستقرار السياسي في القارة لا يزال يشكل قلقهم الرئيسي.
قال موقع دويتشه فيله: إن ما يواجه بلدان القارة الإفريقية لا يتوقف فقط على تطور وضع القارة نفسها، بل يرتبط بشدة بعلاقاتها الخارجية. وقد جذبت هذه القضايا انتباه كثير من الدول الإفريقية ولقيت اهتمامًا خاصًّا من المجتمع الدولي أيضًا، فبعد انتهاء الحرب الباردة، أصبح وضع إفريقيا يعطي انطباعًا بالصراعات الدائمة والتغيرات المستمرة. وبفقدان مساحة المناورة التى كانت إفريقيا تمتلكها أثناء المنافسة بين القوتين العظمتين في الماضي، تدهورت مكانة إفريقيا في المجتمع الدولى تدهورًا ذا دلالة.
وتعتبر إفريقيا أفقر قارة في العالم، وتعتبر أيضًا منطقة محفوفة بمعظم الحروب والاضطرابات. ونتيجة لذلك فقد تغلبت النظرة المتشائمة على النظرة المتفائلة لفترة طويلة من الزمن. ومن خلال الجهود الشاقة للدول الإفريقية في السنوات القليلة الماضية، فإن الوضع العام في هذه المنطقة يتحرك نحو منعطف الفرص التاريخية الأحسن والأعظم.
والموقف السياسى في إفريقيا عمومًا يتجه الى الاسترخاء، وإدراك أهمية الوحدة لتجديد قواها وتسوية الصراعات الإقليمية، بالاعتماد على القوة الجماعية التى من الواضح أنها دعمت وقويت، مما شجع المستثمرين الى التوجه نحو إفريقيا.
لكن مازال هناك تخوف من الصراعات المحلية، رغم جهود البلدان الإفريقية الحثيثة في السنوات القليلة الماضية، لاستقرار الوضع واهتمامهم الكبير باستخدام القوة المشتركة، وإعداد آلية إقليمية بمساعدة المنظمات الإقليمية، والسعي إلى حل الصراعات الداخلية بجهودهم. وحققت مساعيهم عدة نتائج عملية، فبعض التوترات الداخلية قد خفت حدتها نوعًا ما.
أخطر التحديات التي تواجه المستثمرين في إفريقيا
تعتبر الاضطرابات السياسية وتهميش الاقتصاد، التحديات الرئيسة التي تواجه المستثمرين الأجانب في إفريقيا. ورغم أنه من الممكن القول إن الموقف العام في إفريقيا قد تحرك نحو التحسن في السنوات القريبة الماضية، لا يمكن إنكار أن وضع إفريقيا كان دائمًا يتصف بوجود التحديات. وبالمقارنة الرأسية فقد شهدت إفريقيا تغيرات إيجابية، لكن بالمقارنة الأفقية، خاصة عندما تقارن مع أقاليم أخرى في العالم، فإن التحديات التي تواجه إفريقيا قاسية جدًّا.
ويظل الوضع السياسي المضطرب، الهش والمتغير، العدو الهائل لإفريقيا. ويمكن تلخيص مظاهر الوضع السياسى في إفريقيا في حروب محلية وعدم استقرار، آخذ في الصعود، وقد أصبح من الصعب علاجه في بعض المناطق الساخنة.
مستقبل إفريقيا المتوقع
وبفحص مستقبل إفريقيا، نجد أنه في الوضع السياسى سيظل يوجد، لعدة سنوات قادمة، الاتجاه العام نحو الاستقرار، جنبًا إلى جنب مع الاضطرابات المحلية. وسيحتفظ الاقتصاد الإفريقي ككل بقوته الدافعة للنمو، لكن معدل النمو لن يكون كافيًا لتحقيق هدف إفريقيا في التخلص من الفقر. وبناء على ذلك، فإن خطر تهميش إفريقيا مازال موجودًا.