تطالب الجزائر فرنسا بضرورة تسليمها جماجم تعود لمقاومين جزائريين ضد الاستعمار الفرنسي. والغرابة هي في احتفاظ فرنسا بجماجم مماثلة لمقاومين من مستعمراتها السابقة وبالخصوص من شمال إفريقيا.
وأوردت جريدة "الشروق" الجزائرية الجمعة تصريحات لوزير المجاهدين الطيب الزيتوني، أن قضية إعادة جماجم المقاومين الذين استشهدوا في بداية الحقبة الاستعمارية الفرنسية الذين يحتفظ برفاتهم في متحف الإنسان في العاصمة باريس، عملية تتولاها الدولة.
وتفيد الشروق بأن وزارة المجاهدين تنسق مع وزارة الخارجية للبحث عن أنجع السبل لاستعادة رفات المقاومين والذين تعرض جماجمهم في متحف الإنسان.
وتكتب أن هذه الرفات، التي هي أغلبها جماجم صلبة تعود الى مقاومين بارزين واجهوا فرنسا في العقدين الأولين للاستعمار وبالخصوص في الأربعنيات من القرن 19 ومنهم محمد لمجد بن عبدالمالك، المعروف باسم شريف "بوبغلة"، والشيخ بوزيان، قائد مقاومة الزعاطشة (منطقة بسكرة) في سنة 1849، وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قويدر الطيطراوي.
ومن ضمن هذا الاكتشاف أيضا، هناك الرأس المحنطة لعيسى الحمادي الذي كان من ضباط شريف بوبغلة وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمن للأمير عبدالقادر الجزائري الذي قاد ثورة ضد الاحتلال الفرنسي قبل نفيه الى الشرق.
وبدأ جزء من الجزائريين يطالبون باستعادة رفات المقاومين، ويوقعون على عريضة تطالب السلطات الجزائرية بالتحرك. وتوجد 36 جمجمة لمقاومين جزائريين في متحلف الإنسان.
وقال مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس ميشال جيرو لوكالة الأنباء الجزائرية: "نحن مستعدون لدراسة طلب تسليم جماجم الجزائريين المحفوظة في متحفنا"، مشيرا إلى "عدم وجود أي عائق قانوني لتسليمها".
وتحتفظ فرنسا بجماجم لمقاومين ضد مستعمراتها السابقة وبالخصوص من شمال إفريقيا.. وقد تقدم على تسليم هذه الجماجم تفاديا لضجة أخلاقية تسيء الى صورتها.