ما يحدث في نيجيريا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، والأكثر إهمالًا في العالم، تلك الدولة الإفريقية الأكبر من حيث عدد السكان، والتي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون معًا جنبًا إلى جنب، والتي تعتبر القوة العظمى الناشئة في إفريقيا، قد تندلع بها حرب على أسس عرقية ودينية.
وقال موقع أوول أفريكا إن نيجيريا تعتبر القنبلة الموقوتة حاليًّا في إفريقيا، والتي أصبحت تعاني من العنف الذي يهدد بتمزيق البلاد وانتشار أزمة اللاجئين الموجودة في جميع أنحاء منطقة غرب إفريقيا.
وتوشك نيجيريا على الانفجار نتيجة خطوط الصدع الدينية والممتدة في شمال ووسط البلاد، وتعتبر الهجمات على القرى والمدارس من مجموعة بوكو حرام الدينية هي الأكثر شهرة بعد اختطاف أكثر من 200 فتاة في إبريل 2014 من مدرسة شيبوك، والتي أدت إلى تشريد الملايينفي السنوات القليلة الماضية.
والمشكلة الأكبر لا تتمثل في بوكو حرام فحسب، بل ظهرت مشاكل أخرى جعلت نيجيريا على وشك الانفجار، بعد الهجمات التي يشنها مسلحون من رعاة الفولاني في منطقة الحزام الأوسط الخصبة، وقيامهم بتدمير قرى بأكملها، مما أوجد “أزمة إنسانية”، ونتج عن الهجمات تشريد الآلاف، ولا سيما النساء الحوامل والأطفال الصغار، والذين هم في حاجة ماسة إلى المعونة، وعلاوة على ذلك، أصبح عدد المحرومين من المأوى والأمن الغذائي والخدمات الصحية والتعليم في تزايد مستمر.
وما يزيد المشكلة تعقيدًا هو “التمييز المنهجي” في شمال البلاد ضد الأقليات الدينية، وكل تلك المشاكل معًا إذا لم تعالج يمكن أن تمزق البلاد، خاصة إذا قرر اللاجئون الفرار من البلاد، حيث إن الأزمة الإنسانية الراهنة ستنتشر إلى أجزاء أخرى من إفريقيا، وربما حتى أوروبا.
ورغم أن الإحصائيات العالمية تأتي بنيجيريا في المرتبة الثانية بعد سوريا من حيث عدد اللاجئين والمشردين والنازحين والذين فاق عددهم أكثر من 5-7 ملايين، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، إلا أن الوضع الحالي ينبئ بأن مستقبل نيجيريا سيكون أسوأ من ذلك بكثير، وأن عدد اللاجئين النيجيريين قد يفوق السوريين.
وتعتبر التحديات في نيجيريا خطيرة، لذلك فهم بحاجة إلى مواصلة استكشاف مجموعة واسعة من فرص مجدية لمكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن للنازحين الذين يريدون العودة إلى وطنهم، وتعزيز التسامح بين الجماعات الدينية.