نشر مكتب السياحة الوطني التونسي، في وقت سابق من هذا الشهر، لقطات لبعض الأماكن الأكثر شهرة في تونس على لوحات رسم في خمس مدن أوروبية، بما في ذلك واحدة عند مدخل سوق سبيتالفيبدز القديم في لندن، لإرسال رسالة مفادها أن تونس آمنة.
تضم اللوحات مدينة سيدي بوزيد والحمامات، وواحة بلدة توزيزر، في كل من لندن وباريس وبرلين وبروكسل وميلانو، كجزء من محاولة إنعاش القطاع السياحي بعد عام من الهجوم الإرهابي على مدينة سوسة، في 26 يونيو الماضي، حيث كان المسرح شاهدًا على المذبحة التي خلفتت غلق 192 فندقًا في غضون ستة أشهر، وانخفاض عدد الزائرين الأوروبيين بنحو 58%.
وعلى طول الساحل بين تونس العاصمة وسوسة، كانت هناك دلائل تشير إلى أن الموسم المقبل للسياحة سيشهد نوعًا من المد والجزر، فقد غابت مظلات القش عن الشواطئ المهجورة، وكورنيش الحمامات والمنتجعات الضخمة خالية من الحركة والناس.
راح ضحية هجوم سوسة في العام الماضي 30 بريطانيًّا، ومنذ ذلك الحين حذر مكتب وزارة الخارجية من السفر إلى تونس إلَّا في حالة الضرورة، وأوقفت شركات السياحة الكبيرة رحلات الطيران إلى تونس، ورغم التماسات المسؤولين التونسيين لتخفيف الحظر، بما في ذلك الطلب الأخير للسفير في لندن، إلَّا أن التحذير لا يزال قائمًا رغم حلول موعد ذروة السياحة، ونتيجة لذلك فإن أكبر عدد للوافدين البريطانيين لتونس كان في الأشهر الأولى من عام 2015، وانخفض بنسبة 93.2% في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.
وقال عمر شاردا، صاحب كشك للأطباق الخزفية على مشارف مدينة سوسة: البريطانيون كانوا أكبر عدد من زبائني، ودونهم لا نستطيع العيش.
يشعر عمر بالتشاؤم مثل 470 ألف شخص يعملون في قطاع السياحة التونسية، التي تمثل 15% من الناتج الإجمالي المحلي للبلاد، ورغم الحرص على تقليل الرعب في سوسة، إلَّا أن بريطانيا حذرت من السفر أيضًا إلى باريس وبروكسل؛ نظرًا للأحدث الإرهابية بهما مؤخرًا.
ويقول طارق عوادي، مدير مكتب السياحة الوطني التونسي في لندن: نحن نحترم حاجة بريطانيا لحماية شعبها، لكن تونس تعاقب بهذا القرار، أنتم تقولون إن الإرهابيين ينتصرون.