تقدم رئيس جمهورية الغابون علي بونغو أونديمبا مساء الإثنين بطلب باسم 28 بلداً أفريقياً (من أصل 54)، إلى الاتحاد الأفريقي، من أجل تعليق مشاركة ما تعرف بـ”الجمهورية العربية الصحراوية” المعلنة من طرف “البوليساريو” في جميع هياكل الاتحاد مستقبلاً.
وبررت الدول طلبها بأنه يأتي “من أجل تمكين الاتحاد الأفريقي من الاضطلاع بدور بناء، والمساهمة بشكل إيجابي في جهود منظمة الأمم المتحدة، للوصول لتسوية نهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء”، حسبما ذكرت الوكالة المغربية الرسمية.
ورحبت الدول صاحبة الطلب، بقرار المغرب العضو المؤسس لـ”منظمة الوحدة الأفريقية (سابقاً)”، العودة إلى الاتحاد الأفريقي (حالياً)، مؤكدة عزمها “العمل من أجل تفعيل عودتها للشرعية في أقرب وقت”.
واعتبرت الدول الـ 28 طلبهم “تعبيراً عن الأسف لغياب المملكة المغربية عن هيئات الاتحاد الأفريقي، ووعياً بالظروف الخاصة التي تم فيها قبول الجمهورية العربية الصحراوية بمنظمة الوحدة الأفريقية”.
ووقع على الطلب كل من بنين، وبوركينا فاسو، وبوروندي، والرأس الأخضر، وجزر القمر، والكونغو، وكوت ديفوار، وجيبوتي، واريتيريا، والغابون،، وغامبيا، وغانا، وغينيا، وغينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، وليبيريا، وليبيا، وجمهورية افريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وساوتومي، والسينغال، والسيشل، وسيراليون، والصومال، والسودان، وسوازيلاند والطوغو، وزامبيا.
وأعلن العاهل المغربي محمد السادس الأحد أن بلاده قررت العودة رسمياً إلى الاتحاد الأفريقي، بعد غياب دام 32 عاماً.
وأعلنت الرباط انسحابها سنة 1984 من “منظمة الوحدة الأفريقية” بعد قبول المنظمة عضوية ما يسمى بـ”الجمهورية العربية الصحراوية”، التي أعلنتها جبهة “البوليساريو” من جانب واحد في 1976، واعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها حتى اليوم ليست عضواً بالأمم المتحدة.
وعمل المغرب خلال سنوات انسحابه من المنظمة الإفريقية على إقناع العديد من الدول بسحب اعترافها بـ”الجمهورية” التي أعلنتها البوليساريو من جانب واحد.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و”البوليساريو” إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تأوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.