أسدل الستار مساء أمس الاثنين في نواكشوط، على القمة السابعة والعشرين لجامعة الدول العربية. ورغم ما بذلته موريتانيا، فقد كانت الأضعف في تاريخ القمم العربية، من حيث نتائجها ومجرياتها.
وبحسب "القدس العربي" لم يحضر إلى القمة إلا ستة من القادة العرب، واختصرت إلى يوم واحد بدلا من يومين كما كان مقررا.
وحضر إلى القمة رؤساء السودان واليمن وجيبوتي وجزر القمر وأميرا قطر والكويت. وغاب 14 زعيما، وكان تمثيل الحاضرين فيها منخفضا باستثناء حالات قليلة.
وترى الصحيفة انه "إذا كانت القمة التي اختصرت بيوم واحد بعد أن كانت يومين، قد مرت بسلام فإن جمر الخلافات العربية بقي تحت رماده كما كان، وربما زادت، حيث ظلت حكومات عربية عديدة منغمسة داخل وحل الأزمات، التي تعصف بالدول العربية، بل إن دول الجامعة منقسمة حول معظم الملفات التي تناولتها القمة وهي فلسطين وسوريا واليمن وأطراف النزاع في ليبيا".
وأطلق القادة الحاضرون ما سمي «إعلان نواكشوط»، أكدوا فيه «التزامهم بانتهاج أنجع السبل العملية من أجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، والتأكيد مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك وعلى المضي قدماً في دعم صمود الشعب الفلسطيني.
ورحب القادة «بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية».
وجددوا «الدعوة إلى إلزام "إسرائيل" بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي وإخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية».
ودعا القادة العرب الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية، ودعوة مجلس النواب الليبي لاستكمال استحقاقاته باعتماد حكومة الوفاق الوطني.
وأعلنوا دعمهم لمواصلة العمل لخروج مشاورات الكويت بنتائج إيجابية على أساس مرجعيات مجلس الأمن الدولي وقراراته الأخرى.
وأمل القادة العرب «بأن يتوصل الأشقاء في سوريا إلى حل سياسي يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها وكرامة شعبها وفقا لبيان جنيف في 20 /حزيران / يونيو 2012 وبيانات المجموعة الدولية لدعم سوريا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وأكدوا على دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأعلنوا عن رغبتهم في خلق بيئة نابذة للغلو والتطرف، وحرصهم على إرساء قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب وإيلاء عناية خاصة للعمالة العربية.
وأعلن القادة العرب عن «دعمهم جهود الإغاثة الإنسانية العربية والدولية الرامية إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات من لاجئين ومهجرين ونازحين، ولتطوير آليات العمل الإنساني والإغاثي العربي واستحداث الآليات اللازمة داخل المنظومة العربية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة ومساعدة المتضررين والدول المضيفة لهم».
وشدد القادة على «أهمية الدعوة إلى سبل التعاون والشراكة مع مختلف الدول الصاعدة ومع التكتلات والمنظمات الإقليمية والدولية في إطار المنتديات والأطر المؤسسية القائمة بين جامعة الدول العربية وهذه الأطراف والتي يشكل التعاون العربي – الأفريقي فيها بعداً استراتيجياً مهماً، وصولاً إلى بناء شراكات فاعلة تحقق مصالح جميع الأطراف وتسهم في ازدهار التعاون الدولي، وفي هذا الإطار رحبوا بعقد الدورة الرابعة للقمة العربية – الأفريقية في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ووافق الرؤساء على أن يستضيف اليمن المؤتمر المقبل للقمة العربية في تموز/ يوليو من السنة المقبلة.