أجمع مراقبون على أن أكبر متضرر من قمة جامعة الدول العربية التي اختتمت أعمال دورتها السابعة والعشرين بالعاصمة الموريتانية نواكشوط الاثنين هو اللغة العربية.
وقال ديبلوماسي موريتاني إنها ليست أول قمة أو أول خطابات يسمع المواطن العربي فيها من قادته جملا “يرفع فيها المفعول وينصب الفاعل” وهو ما اعتبره أمرا مؤسفا على اعتبار أن اللغة العربية أهملت في جميع المجالات وتم حصرها في بعض البروتوكولات المناسباتية.
وكان أكثر من أساء إلى اللغة هو الرئيس (اليمني) الفار والمنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، كما تداولت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب أحد المعلقين على خطاب هادي “إن مخارج الحروف لديه وطريقة نطقه للكلمات تشير إلى أن علاقته بالأدب والشعر والقرآن علاقة هشة إلى حد كبير، هذا بالإضافة إلى أخطائه النحوية التي لا يصح أن يقع فيها شخص من المفترض أن يكون مدافعا عن لغة الوطن الذي ينتمي إليه، وهي إحدى مهام رئيس الجمهورية”.
وكتب آخر “ليس مطلوبا من رئيس الجمهورية أن يكون على دراية بقواعد اللغة العربية الفصحى.. لكني وبصراحة شعرت بصدمة من كثرة الأخطاء الواضحة والفاضحة في خطاب قصير كهذا“.
وكان الحضور في القمة على مستوى رؤساء وملوك الدول باهتا، حيث التأم الشمل في خيمة أقيمت على عجل وكلفت ما يقارب 2 مليون دولار وفق ما نقلته “روسيا اليوم” عن نشطاء مواقع تواصل اجتماعي.
ويشار إلى أن القمة تم انهاؤها بشكل سريع في يوم واحد.
وكان أطلق الكاتب والمحلل السياسي المعروف عبد الباري عطوان على القمة اسم قمة الجرذان. وكتب في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم التي يرأس تحريرها “قمة نواكشوط ستدخل التاريخ على أنها قمة “الجرذان”.. ونحن نتحدث هنا عن القوارض المزعومة في فنادقها.. لا يعيب الشعب الموريتاني فقر دولته وتواضع امكانياتها.. فمخزونه من الإسلام والعروبة والكرامة هو الأضخم.. وهذه هي قراءتنا للقمة العربية ومفارقاتها السياسية”.
وأضاف ”جرذان فنادق موريتانيا، اذا كانت موجودة فعلا، وأقل ضررا، من الكثير من ضيوفها، لأنها لم تقتل، ولم تسفك دماء، ولم تخرب بلدانا، وتشن حروبا على أخرى، ولا تعرف الطائفية والعنصرية والطبقية، تبحث فقط عن كسرة خبز، تسد بها جوعها”.
وذكر عطوان “نتعاطف مع الجرذان لأننا لا يمكن أن نتعاطف مع أولئك الذين يدمرون الدول، ويشعلون الحروب، ويشردون الشعوب، ويقتلون الأبرياء، أطفالا كانوا أو بالغين”.
واختتم بالقول ”هذه ليست قمة عربية، والشعوب العربية معها كل الحق في تجاهلها واحتقارها، لأن معظم المشاركين فيها سبب البلاء، وحالة الانهيار التي نعيشها”.