كشف داعية أنه كان ضمن دعاة عقدوا 42 حلقة نقاش ونصح لشباب موقوفين لدى جهاز الأمن والمخابرات السوداني في قضايا الغلو والتطرف الديني.
ودائما ما تطلق السلطات السودانية سراح موقوفين بعد سلسة نقاشات مع رجال الدين تقودهم إلى التراجع عن أفكارهم المتطرفة. وكشف مدير جهاز الأمن، الفريق أول محمد عطا، في وقت سابق عن حوارات يديرها الجهاز مع عناصر محسوبة على جماعات إسلامية لتصحيح بعض المفاهيم.
وأكد الأمين العام لمركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري إبراهيم نورين، عقد المركز لـ 42 حلقة نقاش ونصح للشباب الموقفين لدى جهاز الأمن.
وقال نورين في تصريح صحفي عقب اجتماع المجلس برئاسة رئيس المجلس عصام أحمد البشير أن عددا كبيرا من هؤلاء الشباب استفادوا من هذه الحلقات، وتم إطلاق سراح أغلبهم، وتبقى البعض الآخر الذى يحتاج إلى مزيد من المحاورة والمناصحة.
وتابع: "عقدنا لهم دورة علمية في أصول الفقه والتفسير ومناهج المحدثين والوسطية، ما كان له أثر طيب في نفوسهم".
وتشير "سودان تربيون" إلى أن بعض العناصر المنتمية للجماعات الجهادية التي تم اطلاق سراحها من قبل السلطات عاودت تبني الأفكار الجهادية، حيث أفادت أنباء يوم الإثنين أن الشاب قصي الجيلي الذي اطلق سراحه ضمن عفو عام أخيرا قد لقي مصرعه في ليبيا بعد إلتحاقه بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وقال نورين إن المركز سيتواصل مع الشباب الذين تم التحاور معهم لإدماجهم في المجتمع ليكونوا جزءا منه، مؤكدا ضرورة عدم عزلهم من المؤسسات التي كانوا بها حتى لا يضطروا للعودة لممارسة ما كانوا عليه قبل حلقات النقاش، وقال: "حلقات النقاش والحوار مع هؤلاء الشباب كشفت أن بعض الموقوفين يعانون من قصور شديد في الجانب العلمي وتم التغرير بهم للوقوع في حبائل الغلو والتطرف".
وأضاف أن مركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري أعد خلال الفترة الماضية ملفات عن (داعش) وجماعات الغلو والتطرف بالسودان ومنكري السنة النبوية.
وشدد نورين على أهمية معرفة الواقع والدراسات الميدانية لمعرفة حجم مشكلة الغلو والتطرف وسط الشباب بالبلاد تمهيدا لوضع المعالجات اللازمة.
واطلقت السلطات الأمنية في أكتوبر 2011 سراح الدكتور أسامة أحمد عبد السلام العقل المدبر لما يعرف بخلية السلمة والمرابيع وذلك بعد إعلانه التراجع عن أفكاره التكفيرية، إثر اكتشاف خليته التي كانت تصنع متفجرات جنوبي الخرطوم، وفي مايو 2013 ويونيو 2014 أفرجت السلطات عن عناصر جهادية على دفعات، كانوا معتقلين علي ذمّة خلية الدندر.
وألقت السلطات الأمنية القبض على عشرات الشباب بمحمية الدندر الطبيعية إثر مواجهات راح ضحيتها أحد جنود شرطة الحياة البرية، في نوفمبر 2012.