قال الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، إن معظم مناضلي حمس، مع خيار المشاركة في التشريعيات المقبلة
ويرون أنها الحل الأمثل لضمان بقائهم في الساحة السياسية لخمس سنوات قادمة، وتوقع حدوث "عصيان" ببيت الحركة وانشقاقات في حال اختارت القيادة الحالية المقاطعة، مشددا على أن ذلك سيعود بحركة الشيخ الراحل محفوظ نحناح ربع قرن إلى الوراء. وقال سلطاني في تصريح لـ "الشروق"، الجمعة، إن قرار مشاركة حركة مجتمع السلم في الانتخابات التشريعية المقبلة، لم يعد يفصل عنه سوى اجتماع مجلس الشورى الأخير المرتقب في ديسمبر القادم، خاصة أن الجامعة الصيفية للحزب التي أسدلت ستارها أمس على - حد قوله - أبانت عن رغبة كبيرة للمناضلين في المشاركة، وهو الخيار الذي واصلت عليه حمس منذ تشريعيات 1997، مضيفا أن هذه الأخيرة متخوفة فقط من "التزوير"، إلا أن المسؤولية الوطنية تستوجب الذهاب إلى الانتخابات بتعبئة جماهيرية، معتبرا أن تجربته في الحركة، أكدت له أن المشاركة أصبحت أكثر من ضرورة، وأي تحويل عن ذلك المسار سيؤدي - حسبه - بحركة الشيخ الراحل محفوظ نحناح إلى العودة إلى الوراء بربع قرن.
وقال سلطاني إن "الطبيعة لا تقبل الفراغ.. وحمس لا تقبل الغياب عن الساحة السياسية لمدة خمس سنوات"، لذلك فقرار المشاركة في الاستحقاقات المقبلة على المستوى المحلي والمركزي، أصبح برأيه مطلب الكثيرين لأسباب عديدة ومقنعة في نفس الوقت، ولا غبار عليها، فحركة مجتمع السلم يضيف - محدثنا- لا تقبل بالكرسي الشاغر، والدليل أنها لم تغب عن الاستحقاقات الوطنية والمحلية منذ بداية التعددية إلى اليوم.
ويرى سلطاني، وهو من المرافعين لخيار المشاركة بقوة داخل مجلس الشورى لحمس، أن الحديث عن الغياب في الوقت الراهن، هو أمر مستحيل، وسيجعل حركة مجتمع السلم خارج مجال التغطية إلى غاية 2022 ، وهذا مالا يقبله مناضلو الشيخ نحناح، قائلا "القيادات الوسطى للحركة ضبطت ساعتها على توقيت الانتخابات، وبدأت اتصالاتها على جميع المستويات".
وأضاف الرئيس السابق للحركة، أن المتمعن في خطاب الجامعة الصيفية، يستخلص، أن حمس تتجه لهذا الخيار، لأن الغياب عن هذا الاستحقاق من شأنه أن يخرجها من اللعبة السياسية، متوقعا حدوث انشقاق في حال كان القرار بالمقاطعة، لأن المناضلين في الولايات يدركون أن المشاركة ستفتح لهم باب الفوز بمقاعد محترمة في البرلمان، والعكس سيجعل من الحركة لا حدث في الساحة السياسية، وهو ما قال إنه سيفتح المجال أمام من ينتظرون "الإيعاز".
للإشارة، فقد شهد اجتماع مجلس الشورى الأخير لحركة مجتمع السلم الذي عقد بمقر الحركة، حسب كواليس اطلعت عليها "الشروق"، نقاشات حادة بين التيار الداعي إلى المشاركة، وكان حسب - مصدرنا - هو الغالب وبين الرافض بدرجة أقل، وهو ما دفع برئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، في خطابه الأخير على هامش الجامعة الصيفية ليؤكد أن قضية الفصل في المشاركة أو المقاطعة تستوجب الانتظار، غير أنه لمح إلى الخيار الأولى حينما قال "التسرع في المقاطعة هو إعلان مبكر لقطع الأمل".