اختلفت مواقف القوى السياسية السودانية بشأن نتائج الانتخابات العامة التي جرت في البلاد بين مشكك في صحتها ومؤيد لها.
ففي حين بدا المؤتمر الوطني أكثر سعادة باكتمال العملية الانتخابية وفوزه بغالب مستوياتها، شككت بعض قوى المعارضة بجميع تفاصيلها، بل عدها بعضها الآخر ألعوبة مكنت المؤتمر الوطني من السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد.
ورغم الدعوات الدولية التي تمثلت في لجنة حكماء أفريقيا بضرورة تجاوز مرحلة الانتخابات وتداعياتها إلى الإجماع بشأن كيفية معالجة أزمات السودان الكبرى، تبدو القوى السياسية الحاكمة والمعارضة أكثر استعدادا للتنافر من جديد.
استفزاز جديد
فقد اتجه حزب المؤتمر الوطني عقب احتفائه بنصره في الانتخابات إلى ما وصفه مراقبون باستفزاز قوى المعارضة بالحديث عن ضعف قدرتها على المنافسة.
ووصف الحزب المعارضة بأنها أصبحت غير قادرة على مجاراة الواقع في مراحله المقبلة، لكنه لم يستبعد الدخول معها في حوار جديد بغية التوصل إلى صيغة موحدة لمجابهة المرحلة المقبلة.
وأكد عضو مكتب الحزب القيادي كمال عبيد أن القوى السياسية المعارضة فقدت سندها الجماهيري، مشيرا إلى أنها أصبحت مكشوفة ولا تستطيع تحريك الشارع السوداني.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن المعارضة ليس لديها القدرة على فعل ما وعدت به من قبل، "وبالتالي فإنها لن تكون مقبولة للمواطن السوداني".
غير أن الحركة الشعبية الشريك الثاني في حكومة الوحدة الوطنية وصفت نتيجة الانتخابات بالطبخة غير الناضجة، وشككت بكامل النتائج.
وقالت الحركة إنها لا تعبر عن رأي الشعب السوداني، وأشارت إلى ما أحرزه مرشح المؤتمر الوطني عمر البشير في انتخابات الرئاسة من نتائج ضعيفة بجنوب البلاد.
ووصف رئيس القطاع الشمالي للحركة ياسر عرمان في مؤتمر صحفي الانتخابات بـ"المهزلة"، واعتبر أن الانتخابات دللت على انتصار برنامج ورؤية السودان الجديد الذي تمثلته الحركة الشعبية في البلاد.
أساليب فاسدة
لكن حزب المؤتمر الشعبي اعتبر النتيجة نتاجا لأساليب فاسدة وسجل مزور واقتراع شابه كثير من العيوب وأموال صرفها المؤتمر الوطني بمخالفة قانون الانتخابات نفسه.
وقال إن السودان مجابه بعدد من الأزمات الكبيرة، واعتبر أن النسبة التي فاز بها الرئيس عمر البشير لا تؤهله لإدارة السودان.
وأكد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في حديثه للجزيرة نت أن تشكيل حكومة قومية انتقالية مع استقالة البشير تعدان مخرجا وحيدا لتجنيب البلاد أي "مزالق جديدة"، حسب قوله.
أما الحزب الشيوعي السوداني فاعتبر أن تأخر إعلان نتيجة الانتخابات عن موعده المحدد "يؤكد الشكوك حول مصداقيتها ونزاهتها".
وقال نائب السكرتير العام للحزب الشفيع خضر للجزيرة نت إن الانتخابات وبدلا من أن تكون محطة لحل الأزمات السودانية أصبحت جزءا من المشكلة "بل زادتها اشتعالا".
وتوقع خضر أن تتسبب نتيجة الانتخابات في مزيد من التداعيات السالبة على مستقبل السودان القريب خاصة ما يتعلق بأزمة دارفور.