دأ رئيس حركة "التغيير الديمقراطي"السودانية المعارضة، لام أكول، تثبيت موقعه بقوة في المشهد السياسي لدولة جنوب السودان، بعدما أعلن أخيراً، يوم الخميس، إنهاء الهدنة التي أبرمها مع سلفاكير ميارديت، قبيل عملية انفصال الجنوب وتكوين دولته المستقلة عام 2011.
ونقلا عن "العربي الجديد" فقد أعلن رئيس الحركة المعارضة انسحابه، هو وحلفاؤه في الأحزاب الجنوبية، من حكومة سلفاكير، إذ كان يشغل منصب وزير الزراعة، بعد أن كال للأخير الاتهامات بالفشل في إدارة الدولة الوليدة، على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت في جوبا بين قوات الحكومة وقوات المعارضة المسلحة، بقيادة رياك مشار.
فتح الخصم الجديد لسلفاكير البابَ أمام عودته لقتال جوبا
واستقر أكول أخيراً في نيروبي، وبدأ في تجميع أوراقه استعداداً لمرحلة جديدة من المواجهة مع الحكومة في جوبا.
وأنهى أكول، الأسبوع الحالي، اجتماعاً جمع خلاله الأحزاب السياسية الجنوبية المعارضة، في محاولة لتحديد معالم المرحلة المقبلة من المواجهة مع جوبا.
وفتح الخصم الجديد لسلفاكير البابَ أمام عودته لقتال جوبا، ولا سيما أنه قد سبق أن قاتلها لسنوات عدة، بدأت منذ أيام الفترة الانتقالية، وقبل انفصال الجنوب، إلى أن أبرمت الحكومة في جوبا اتفاق سلام معه، وعلى أساسه شاركها في الحكم.
وأكد أكول أنه يسعى، من خلال سلسلة اجتماعاته في نيروبي مع الأحزاب الجنوبية، إلى تكوين تحالف عريض يعمل على استعادة الاستقرار في الجنوب.
وقال إن الباب سيكون مفتوحاً أمامه لاستخدام الوسائل المدنية والعسكرية لإعادة الاستقرار في الجنوب، لا سيما في حال فشل نشر القوات الإقليمية والوصول لترتيبات سلام جديدة في جوبا.
ورأى أن نشر القوة الإقليمية من شأنه أن يخلق أرضية سياسية للتوصل إلى اتفاق سياسي جديد.
ويرى مراقبون أنّ دخول أكول، وانطلاقة عمله من نيروبي، أدخل كينيا في ساحة الصراع الإقليمي في الجنوب، والتي كان لاعبوها الظاهرون في السابق، هم دول السودان، وأوغندا، وإثيوبيا بدرجة أقلّ.
تمرّد أكول من شأنه أن يعقّد الساحة السياسية الجنوبية
ويقول المحلل السياسي، دينق دينق، إن كينيا بدأت تلعب لمصالحها دون أن تترك الساحة لأوغندا، فعمدت إلى تجميع القبائل الجنوبية الأخرى، ولا سيّما أنّ أكول ينتمي لقبيلة "الشلك"، ثالث أكبر قبيلة في الجنوب، الأمر الذي يؤشر إلى احتدام وتعقد المشهد.
ويعتقد محللون أن تمرّد أكول من شأنه أن يعقّد الساحة السياسية، ويزيد من حالات الاستقطاب السياسي، ويؤثر سلباً على الوضع الجنوبي، رغم أن الوجود العسكري للرجل لا يضاهي قوّة مشار، غير أنّه لا يزال يملك قدرة على عقد تحالفات، وبالأخصّ مع مشار، فضلاً عن بيتر قديت.
لكن آخرين يرون أن خطوة أكول تعبّر عن "تخبّط سياسي"، إذ كان يُنتظر أن يلعب دوراً مهماً بالتركيز على أهمية السلام، والعمل مع المجتمع الدولي، ما سيُكسبه وزناً سياسياً أكبر، ولا سيما أنّه لا يقوى على قيادة معارضة مسلحة في الظرف الحالي، وذلك بالنظر إلى ضعف كوادره، وخاصة أن السياسة في جنوب السودان تعتمد، إلى حدّ كبير، على القوة العدديّة.