شهدت واحة "زلة" في جنوب ليبيا مواجهات مسلحة بين مسلحين تابعين لحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور والأهالي أسفرت عن مقتل أحد المواطنين وإلحاق أضرار بثلاثة منازل.
وبحسب "روسيا اليوم"، ساد الواحة الواقعة على بعد 750 كيلو مترا جنوب شرق العاصمة طرابلس هدوء حذر الأربعاء 31 أغسطس/ آب، فيما ذكر رئيس المجلس المحلي التسييري صالح الأمين في تصريح لوسائل إعلام محلية: أن مسلحي حركة العدل والمساواة السودانية كثّفوا من تواجدهم العسكري على مداخل البلدة، وأقاموا حواجز عسكرية في ظل حالة من الاحتقان وغضب الأهالي من اعتداءات هؤلاء المسلحين الدخلاء.
وأظهرت المواجهات المسلحة التي دارت في زلة الثلاثاء 30 أغسطس/ آب وجود أعداد كبيرة من المسلحين الأفارقة ومسلحي حركة العدل والمساواة المتمردة التي كانت تربطها علاقات وثيقة بنظام القذافي، في الواحة التي يبلغ عدد سكانها نحو 9 آلاف نسمة.
وتقدر إحصاءات سودانية أعداد المسلحين من مسلحي دارفور في ليبيا بنحو 1000 يقودهم جابر إسحاق ورجب جو، ويُعزا تجمع هذا العدد في زلة مؤخرا إلى طردهم من منطقة الكفرة مطلع العام الجاري.
إلى ذلك، أعلنت قوة حماية مدينة الكفرة الواقعة أقصى الجنوب الشرقي أنها قضت على 3 من مسلحي دارفور خلال اشتباكات جرت الأربعاء 31 أغسطس/ آب في "وادي الفارغ" بصحراء الكفرة، وأن وحداتها تحاصر مجموعة من المسلحين الدارفوريين يستقلون 15 عربة.
يُذكر أن التقرير النهائي لخبراء الأمم المتحدة في ليبيا الصادر في فبراير 2016 قد اتهم طرفي النزاع الرئيسيين في ليبيا بالاستعانة بمسلحين ينتمون إلى حركات التمرد في دارفور حيث ورد فيه " أن فريق الخبراء تلقى أدلة قوية على تورط جماعات "دارفورية" مسلحة في أوباري والكفرة، وحسب شهادات "دارفوريين" أفادوا بوجود أفراد مقاتلين من كل من حركة العدل والمساواة، وفصيل جيش تحرير السودان بقيادة علي كاربينو، ووحدات كاملة من جيش تحرير السودان فصيل ميني ميناوي جنبا إلى جنب مع الجيش الوطني الليبي، فيما لجأت الجماعات "الدارفورية" المسلحة الضعيفة للبحث عن ملاذ آمن، وهو ما جعل حكومة طرابلس تتصل بها".
وفي هذا السياق، قال قائد قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات السوداني محمد حمدان دلقو خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم لعدد من القيادات الأمنية الثلاثاء 30 أغسطس/ آب إن حركات مسلحي دارفور المسلحة انتقلت بعد طردها من الإقليم إلى جنوب السودان وإلى ليبيا، وهي تعمل هناك "كمرتزقة وتهرب البشر".