ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قام بإرسال خطاب إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، وقت أن كان بلير لايزال في منصبه، نيابة عن شركة شل للبترول ولصالحها.
والأكثر من ذلك، حسب الصحيفة، أن شركة شل هي التي وضعت الخطوط الأساسية في ذلك الخطاب وأرسلته إلى بلير. وكان المقصود أن يساعد بلير الشركة في الحصول على عقود مع ليبيا.
وتقول الصحيفة إنها حصلت على الوثائق الخاصة بهذا الموضوع الذي كتبه ديفيد روبرتسون محررها الاقتصادي.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية عن روبرتسون قوله في تحقيقه: "في حين أنه من الشائع عن وزراء في الحكومة الترويج للمصالح البريطانية في الخارج إلا أن "مذكرة" شركة شل، تكشف بشكل غير عادي، عن قدرتها على إملاء نص محادثة بلير مع الزعيم الليبي".
ويمضي الكاتب فيثير أيضا بعض علامات الاستفهام حول "الدوافع وراء تحسين علاقات بريطانيا مع ليبيا والإفراج لاحقا عن عبد الباسط المقرحي، المتهم الذي كان يقضي عقوبة السجن بعد ادانته في قضية لوكربي".
وتقول "التايمز" إن ضحايا لوكربي يرون أن الحكومة مهدت الطريق لإطلاق سراح المقرحي في إطار صفقة مع ليبيا لاتاحة الفرصة أمام الشركات البريطانية للنفاذ إلى صناعة النفط والغاز في ليبيا".
ويمضي الكاتب فيوضح أن "مذكرة" شركة شل إلى بلير تطلب منه مناقشة التقدم الايجابي في موضوع أسلحة الدمار الشامل، وكذلك التحقيق في مقتل الشرطية إيفون فلتشر خارج السفارة الليبية في لندن في عام 1984.
وتطلب مذكرة شركة شل من بلير تهنئة الزعيم الليبي بمناسبة عيد الثورة الليبية، والتعليق على "التقدم الملحوظ الذي حدث خلال عام واحد في ليبيا". أما بالنسبة لصفقة شركة شل المرتقبة، فقد جاء في الرسالة: " لقد تم التفاوض والموافقة على جميع بنود الاتفاق، ولم يبق إلا انتظار موافقة مجلس الوزراء الليبي".
وتطلب رسالة شل من بلير بوضوح أن يجعل القذافي يمنح إشارة لمجلس الوزراء في بلاده لاعتماد الصفقة.
وتقول الصحيفة إن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية لم يفرج سوى عن جزء من رسالة بلير إلى القذافي، إلا أن الجزء الخاص بشركة شل في رسالته يبدو حسبما تقول الصحيفة، متسقا مع مذكرة شل.
يقول تحقيق "التايمز" إن شركة بريتيش بتروليوم أبرمت صفقة تبلغ قيمتها 900 مليون دولار لاستكشاف حقول النفط البحرية في ليبيا، بينما تبحث شركة بريتيش غاز البريطانية السابقة عن مصادر الطاقة في الصحراء الليبية، وضمنت شركة شل البريطانية- الهولندية، صفقة بـ500 مليون دولار لبناء مرفأ للغاز الطبيعي السائل على الساحل الليبي.