علن مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى في السودان، عن صعوبات كبيرة تعترض جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيرين إلى أن الخرطوم تحارب الهجرة غير الشرعية بالنيابة عن أوروبا بتكلفة باهظة في الرجال والعتاد أثناء عمليات المطاردة والاشتباك مع عصابات الاتجار بالبشر.
وعقدت قيادات القوات الأمنية في السودان، الثلاثاء، مؤتمراً صحفياً بوزارة الدفاع بالخرطوم، استعرضت خلاله جهود السودان في مكافحة الاتجار بالبشر ومنع الجريمة العابرة للحدود.
وأرسل قادة من الجيش والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات خلال المؤتمر رسائل الى أوروبا لحثها على تقدير تلك الجهود ومقابلتها بما يشجع السودان على استمرار جهوده في المكافحة.
وأكد القادة أن السودان ليس متضررا من عملية الهجرة غير الشرعية لجهة انه دولة عبور وما يقوم به من عمل للحد منها يكلفه ما يفوق طاقته.
وقال قائد قوات الدعم السريع، التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، محمد حمدان دلقو الشهير بـ(حميدتي)، إن السودان يحارب الهجرة غير الشرعية نيابة عن أوروبا، وعليها أن تقدر هذه الجهود ملوحا بأنهم سيتركون حراسة الصحراء ليعبر منها المهاجرين غير الشرعيين الى مقصدهم.
وأضاف "محاربة الهجرة والاتجار بالبشر كلفنا خسائر كبيرة في الأرواح، وتدمير سيارات أثناء عمليات المطاردة في صحراء ليبيا، ومع ذلك لم نجد كلمة (شكراً)".
واتهم دلقو الحركات المسلحة في دارفور بالعمل في تهريب البشر، قائلاً إنها بعدما طردت من دارفور تحولت الى دولتي جنوب السودان وليبيا لتعمل كمرتزقة وتهرب الشر. مضيفاً "الحركات تتلقى الدعم من جهات خارجية في الوقت الذي تقوم فيه بتهريب البشر".
وأعلن المتحدث باسم قوات الدعم السريع، آدم صالح، عن مقتل 25 جندياً وجرح 315 من قوات الدعم السريع، بجانب فقدان 151عربة أثناء عمليات المطاردة والاشتباك مع عصابات تجار البشر.
وكشف عن ضبط قوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية من العام الجاري، 808 شخصاً في طريقهم الى ليبيا بطريقة غير شرعية، كما تم القبض على 9 من تجار البشر.
وأعلن مدير هيئة الجوازات، الفريق شرطة عوض النيل ضحية، تقدم السودان للدول الأوربية بمشروعات لدعم البنية التحتية على حدود السودان، ليتمكن من السيطرة عليها وضبط الهجرة غير الشرعية، مؤكداً أن فريقا من الاتحاد الأوروبي وصل السودان مؤخرا وطاف على الحدود ميدانيا، معلناً عودته الى السودان في سبتمبر المقبل لمتابعة المشروعات التي ينفذونها في السودان.
من جهته قال ممثل جهاز الأمن والمخابرات، اللواء أزهري كمال، إن الجهات التي تعمل في تجارة وتهريب البشر هي شبكات عالمية ترتبط مع بعضها البعض عبر وسائل اتصالات متطورة، مؤكداً أن الضحايا يتم الترتيب لهم منذ خروجهم من بلدانهم الى أن يصلوا أوروبا.
وأفاد بضبط السلطات الأمنية عصابات وبحوزتها أحدث أجهزة تعمل بنظام الـ( جي بي اس)، تمكنهم من السير عبر مناطق خالية تفادياً لمواقع القوات الأمنية.
وأوضح رئيس الأركان البرية الفريق ركن السر حسن بشير، ان شبكات الإتجار بالبشر تدخل ضحاياها الى السودان عبر طرق عدة، ولديها أسعار مختلفة لكل شخص حسب نوعه وعمره وديانته، وقطع بقدرة السودان على السيطرة على حدوده ومنع ظاهرة الاتجار بالبشر.