يعتبر التزام اليابان بدعم القطاعين العام والخاص في إفريقيا بقيمة 30 مليار دولار لتطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والتوسع في القارة، الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، رد فعل قوي في مواجهة الصين التي كونت صداقات متينة مع دول القارة حتى استطاعت أن تنافس كل الدول الكبرى مجتمعة في علاقتها بالقارة الإفريقية.
قال موقع فورتشن، ومقره نيويورك، إن اليابان منذ فترة طويلة مهتمة بالاستفادة من الموارد الهائلة في إفريقيا، منذ اعتمادها على واردات النفط والغاز الطبيعي، الذي زاد بشكل كبير بعد الكارثة النووية في فوكوشيما 2011، التي تسببت في إغلاق معظم المفاعلات النووية باليابان.
وأضاف الموقع أن اليابان اختارت دولة كينيا لتضخ فيها العديد من المساعدات من خلال مؤتمر طوكيو الدولي السادس للتنمية في إفريقيا (تيكاد)، وتعهدت اليابان بأن حزمة المساعدات ستتم خلال ثلاث سنوات، وتشمل 10 مليارات دولار لمشاريع البنية التحتية، ليتم تنفيذها من خلال التعاون مع بنك التنمية الإفريقية.
وأوضح «فورتشن» أن اليابان لم تجد صعوبة في التواصل مع كينيا؛ لأن العلاقات بينمها تعود إلى 50 عاما مضت من التعاون في مجالات عدة، أهمها البحث العلمي والتكنولوجي، خاصة وأن اليابان كان لها الفضل في تدعيم المجالات الطبية بشرق إفريقيا للحد من انتشار الأمراض في القارة، وتنمية الموارد الطبيعية والبشرية وكيفية إدارتها بما فيها المياه.
وأشار الموقع إلى أن أكثر ما تدين به كينيا إلى اليابان، تشييد طرق كبيرة ضمن مشروعات التنمية في المناطق الريفية الكينية، بالإضافة إلى تقديم معونات غذائية لسكان تلك القرى بقيمة 700 مليون ين ياباني كمساعدات إنسانية، جعلت الشعب الكيني يتعاطف مع اليابان ولا يفكر تجاهها بأي نوايا استعمارية، كالتي بدأوا يفكرون بها تجاه الصين، خاصة بعد تدخل الأخيرة في السياسة الداخلية للدول الإفريقية، خلال الفترة الماضية.
وتابع الموقع أن الاستثمارات التي تعهدت بها اليابان مؤخرا، بالإضافة إلى المساعدات التي تقدمها فعليا في أكثر من 30 دولة إفريقية، تبني الثقة في مستقبل أفضل للقارة وعلاقات أوطد باليابان، بل وتنافس أكبر على القارة من باقي الدول الكبرى، مؤكدا أن الثقة التي تمنحها الدول الإفريقية لليابان نابعة من وفاء الأخيرة بما تعهدت به حتى اليوم؛ ففي عام 2013، أوفت بـ67% من التعهدات التي وضعتها للاستخدام في المشاريع المختلفة.
أردف «فورتشن» أن التعهدات الجديدة ستعزز مواصلة توسيع علاقات اليابان بالدول الإفريقية، التي بدأتها على نطاق واسع منذ ثلاث سنوات، ودفعت الرئيس التشادي ورئيس الاتحاد الإفريقي الحالي، إدريس ديبي، إلى دعوة طوكيو لدعم الجهود المبذولة من أجل معالجة انعدام الأمن، بما في ذلك الأزمة الناشئة عن الإرهاب، بعكس ما تفعله الدول الإفريقية مع البلدان العظمى التي تتزرع بالإرهاب للتدخل والسيطرة على إفريقيا، وتعتبر وسيلة جديدة من وسائل الاستعمار.