يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الجمعة في العاصمة السلوفاكية -براتيسلافا- اجتماعا لمناقشة تطورات الملف الليبي على ضوء استمرار مأزق الشرعية الذي تعاني منه حكومة الوفاق.
ويتزامن هذا الاجتماع مع تزايد الانتقادات الموجهة لرئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر الذي يجد نفسه هذه الأيام في مواجهة صامتة مع غالبية الفرقاء الليبيين الذين صعّدوا خلال الأسابيع القليلة الماضية من اتهاماتهم له بعدم الحياد. وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن اجتماع براتيسلافا يكتسي أهمية سياسية بالغة لأنه يسبق قمة قادة الدول الأوروبية الـ27 المقرر عقدها في السادس عشر من الشهر الجاري في العاصمة السلوفاكية من دون بريطانيا، كما أنه سيولي الملف الليبي الأهمية التي يستحقها في هذه المرحلة. ولم تستبعد المصادر في هذا السياق أن تكون مسألة تقييم مهمة المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر ضمن المحاور التي سيناقشها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وبالتالي وضع هذه المهمة في ميزان السياسة الأوروبية تجاه ليبيا.
واعتبرت أن عدم إدراج هذه المسألة بشكل رسمي في جدول أعمال هذا الاجتماع، يعود إلى "طابعها المُحرج"، ولكنها أكدت في المقابل أن عددا من الدوافع كانت وراء المطالبة بهذا التقييم، منها أن أطرافا أوروبية ترى أن كوبلر "لم ينجح في بلورة خارطة طريق صلبة وواضحة لمعالجة الأزمة التي جعلها تتشعب في مسارات يصعب التحكم فيها".
ومنذ توليه مهمته في منتصف شهر نوفمبر من العام الماضي، من سلفه برناردينو ليون، يواجه مارتن كوبلر الانتقادات التي تراكمت خلال الأشهر الماضية بسبب مواقفه إزاء فرقاء الأزمة الليبية، وتعاطيه مع مجريات التطورات الذي اتسم بالتذبذب والارتباك، وأيضا بالتناقض، لا سيما مواقفه من حكومة فايز السراج، وبقية الأطراف الفاعلة في ليبيا.
وتواصل هذا التناقض في مواقف كوبلر بشكل لافت، حيث اعتبر في تصريحات بثها التلفزيون المصري ليلة الأربعاء-الخميس، أن الشرعية الدولية "ليست كافية لأن الشرعية الوطنية مهمة لاعتماد حكومة الوفاق"، وذلك خلافا لمواقفه السابقة التي كثيرا ما شجع فيها حكومة السراج على العمل بغض النظر عن حصولها على شرعية البرلمان من خلال منحها الثقة التي تمكنها من الشرعية الوطنية.
وكان المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل أعلن عن تكليف الإيطالي فينتشنزو تاليافيري رئيسا جديدا لبعثة "يوبام" الأمنية الأوروبية في ليبيا خلفا للفنلندي آنتي هارتيكانان. واستلم الرئيس الجديد للبعثة الأمنية المدنية الأوروبية في ليبيا مهامه الخميس في تونس، المقر المؤقت لهذه البعثة التي تهدف إلى تقديم النصائح، وبناء القدرات في مجال العدالة الجنائية والهجرة، وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب.